الرياضة

الدريس: تحريك مشاعر الانتماء للعربية وإظهار الحب لها

لفت زياد بن عبد الله الدريس المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى منظمة اليونسكو (سابقاً) أن احتفالية هذا العام 2022م نشرع في العقد الثاني من عمر “اليوم العالمي للغة العربية”، الذي انطلقت احتفاليته الأولى في الثامن عشر من ديسمبر 2012م.
وأشار الدريس مؤسس احتفالية اليوم العالمي للغة العربية أن من بين الأهداف الأساسية للاحتفالية السنوية، تحريك مشاعر الانتماء للغة العربية، وإظهار الحب لها والخوف عليها معاً.
ويرى أن هذا الهدف ليس هو الوحيد، وإن كان قد تسنّم مرتبة عليا في العشر الأولى فإنه، في العشر الثانية، ينبغي أن يتراجع لصالح هدف أساسي آخر هو صُنع مبادرات، فردية ومؤسسية تعالج أوجه القصور والخلل في مكانة العربية في العالم العربي أولاً، ثم في العوالم الأخرى.

وتابع “لست متخصصاً في اللغة العربية، لكني محبٌ لها، إيماناً مني بما تعلّمته في منظمة اليونسكو، من أن اللغة، أيّ لغة، ليست مجرد وسيلة تواصل بل هوية، فهي مكون أساسي من هوية الإنسان، فإذا كان الفرد حريصاً على تحديد هويته وتعريفها أمام الآخر فليعلم أن لغته هي أبرز عناصر هويته، وقد تسبق اللغةُ الدين في تحديد الهوية”.
وأضاف “لم يسجل التاريخ الإنساني القديم والحديث أنّ حضارة قامت بغير لغتها.
فإذا كنا نتباكى كثيراً على حضارتنا التي سادت ثم بادت، ونريد استئناف الحضارة فينبغي أن نعي بأن اللغة العربية هي الرصيف الذي يجب أن تنطلق منه سفن الحضارة”.
وأردف “يظن البعض “ويشتهي البعض الآخر أن يظن!” أن الاهتمام باللغة العربية، تعلّماً واستخداماً، يعني تلقائياً عدم الاهتمام بتعلم اللغات الأجنبية وعدم أهمية إجادتها، وهذا فهم تعاكسي غير صحيح. فتعلّم اللغات الأجنبية والاهتمام بها مهم، وتعلّم اللغة العربية والاهتمام بها أهم”.

كما قال الدريس إن المدخل الحقيقي والفعال لرفع مكانة اللغة العربية هو ليس في كثرة مدحها، بل في كثرة استخدامها.
كما يرى أن أسوأ (ميزة) في اللغة العربية أن لديها اثنين وعشرين مرجعاً “دولة”، كلٌّ منها يدّعي أنه الأغير على لغة القرآن!.
مبيناً أن الخطوة الأولى لتطوير اللغة العربية، وليس لحمايتها فقط، هو أن يكون لها (وليّ أمر) مسؤول عن حمايتها وتغذيتها، لا أولياء أمور متعددين تصبح اللغة العربية كاليتيم بينهم، وفي الآونة الأخيرة تجلت أمام العالم صور إمساك المملكة العربية السعودية بهذا الدور الريادي، عبر مبادرات عديدة متوالية، بدأت بتأسيس برنامج الأمير سلطان لدعم اللغة العربية في اليونسكو عام 2006م ثم تأسيس مركز الملك عبدالله العالمي للغة العربية عام 2008م وفي عام 2012م وبمبادرة سعودية تأسست احتفالية اليوم العالمي للغة العربية، وتجلت أحدث هذه المبادرات وأبرزها في تأسيس مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية عام 2020م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *