اجتماعية مقالات الكتاب

الفنادق العائمة والسياحة الخليجية

تلعب السياحة دورا هاما في الاستثمار الاقتصادي، بعد التطور الذي شهدته خلال السنوات الأخيرة، إضافة لحاجة المواطن في دول الخليج لسياحة أكثر تنظيما بما تتناسب مع ثقافته وقيمه وتقاليده الاجتماعية، ولعلني أشيد بترسيخ هذه الثقافة التي شهدتها دولة قطر الشقيقة، في التنظيم والأمن والأمان والتجربة الرائدة، والنجاح الذي أبهر العالم وجميع الدول المشاركة في البطولة، باستضافة المنتخبات والبعثات الرسمية والأجواء الرياضية التي تهيأت على أرضها بصبغة عربية بحتة، رسَّخت مفهوم الثقافة والأصالة العربية، وقدَّمت الموروث التاريخي للمجتمع الخليجي على وجه الخصوص، فهذا النجاح الذي تحقق بالعمل الدؤوب على مدى السنوات الإثني عشر، وخرج بتلك الصورة الحضارية،

يُعد نجاحاً للأمة العربية من الخليج إلى المحيط، وقرَّب وشائج وصلات القربى العائلية كأهم المكتسبات التي تحققت ورفعت رأس العرب، وحتى لا تأخذنا البطولة بكل إيجابيَّاتِها ونتائجها وتنظيمها، لنعد إلى موضوعنا: السياحة الخليجية المُتَنقِّلة بين دول الخليج، فإلى جانب وحدة الخليج السياسية والاقتصادية والثقافية، فهناك نسيج مجتمعي وروابط أسرية عائلية وكرم وأخلاق العائلات الخليجية، ومعظم الأسر الخليجية تتفق على المحافظة والتمسك بالعادات الاجتماعية، وهذا ما يدعوني لطرح فكرة تنظيم رحلات شتوية وصيفية تضم الأسر الخليجية على ظهر الفنادق العائمة، يتم الترتيب لها ببرامج ترفيهية تراعي العادات والقيم المعروفة عن المجتمع الخليجي، بإدارة وتشغيل لشباب الدول الخليجية، وقد تكون البداية باستئجار سفينة عائمة، كالتي استأجرتها دولة قطر لإسكان بعض الجماهير التي حضرت بطولة كأس العالم المقامة حالياً بالدوحة، وقد يتساءل البعض لماذا لا تكون هذه المجموعة من السُّواح من كافة دول العالم؟.

لأن العائلات الخليجية لا تود رؤية بعض المشاهد التي لا تتفق مع قيمها، خصوصا ولأن هذه العائلات لديهم من الأبناء والبنات من هُم في سن المراهقة، ولما لهذه المرحلة من حُب التقليد في ظل الانفتاح الذي يشهده العالم اليوم، وإن كنتُ على علم بأن بعض المجتمعات الأوروبية والأمريكية وبعض دول الشرق، أكثر حرصاً مع أبنائهم وبناتهم نصحاً وتوجيهاً وبطرق تربوية حديثة، هي في الواقع أقرب لتلك القيم والعادات التي نحترمها في مجتمعنا الخليجي، وكما في سياحة دول الخليج العربي، فعلى ساحل البحر الأحمر العديد من المشاريع السياحية، فمدينة نيوم بوجهها السِّياحي المُشرق، وتحديداً جزيرة (سندالة) التي أعلن عنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كأحدث وأجمل الواجهات السياحة، ويمكن انتقال السُّواح من دول الخليج عن طريق خطوط الطيران، إلى المدن السعودية السياحية على شواطئ البحر الأحمر، التي يُمكن أن ترسوا على موانئها بعض الفنادق العائمة.

abumotazz@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *