الدولية

أزمات ليبيا تتوالى.. المجلس الأعلى يقاطع البرلمان

طرابلس – البلاد

قبل خروج ليبيا من أزمة، تدخل في أخرى، ففي ظل التصارع بين الحكومتين، صوّت المجلس الأعلى للدولة الليبية، أمس (الأحد)، على تعليق التواصل مع البرلمان إلى حين إلغاء قانون إحداث المحكمة الدستورية في مدينة بنغازي، وذلك بعد أسابيع من التقارب بين الطرفين.

وصوّت البرلمان الليبي في وقت سابق، على إحداث محكمة دستورية عليا في مدينة بنغازي، تكون بديلة عن الدائرة الدستورية في المحكمة العليا ومقرها العاصمة طرابلس، في قرار رفضه المجلس الأعلى للدولة واعتبر أن إحداث المحكمة شأن دستوري ولا يدخل ضمن الصلاحيات التشريعية، فيما شدّد رئيس مجلس الدولة في خطاب وجهّه إلى رئيس البرلمان عقيلة صالح، على أن هذا الإجراء سيزعزع الثقة بين مجلس الدولة والبرلمان ويهدم جهود الوصول إلى توافق حول المسار الدستوري وسيزيد من تعميق الانقسام المؤسسي في البلاد. بالمقابل، دافع رئيس البرلمان عقيلة صالح عن القانون الجديد، وقال إنه يحقق العدالة ولا تأثير له على المسار الدستوري، وهو تأكيد على حماية الحريات والحقوق وإضافة قضاء متخصص في الشأن الدستوري.


ومن شأن هذا الخلاف الجديد بين البرلمان والمجلس الأعلى للدولة، أن يعطل كافة التفاهمات التي توصل إليها الطرفان خلال الأسابيع الماضية، وهي توحيد السلطة التنفيذية وتغيير المناصب السيادية وحل خلافات القاعدة الدستورية، ويبقي على حالة الجمود السياسي التي تعيشها البلاد، على وقع انقسام في السلطة وبين المؤسسات. ومن المحتمل أن تقود هذه الخلافات البلاد إلى انقسامات جديدة، قد تمس جسم المؤسسة القضائية التي ظلت طوال السنوات الماضية متماسكة، مع سعي كل طرف وإقليم إلى تشكيل سلطة قضائية والسيطرة على العدالة، وهو ما يفاقم الأزمات.

وفي ليبيا، تختص الدائرة الدستورية في الفصل في القضايا والطعون ذات الجانب الدستوري والقانوني، والقضايا والخلافات حول القوانين والتشريعات والقرارات التي تصدر عن السلطتين التنفيذية والتشريعية، وأيضا أي مخالفة أو طعن في الإعلان الدستوري.
من جهة ثانية، أكدت السلطات الاسكتلندية نقلا عن هيئة الإذاعة البريطانية، أن متهما بتصنيع القنبلة التي فجرت الطائرة “بان أمريكان رقم 103” فوق لوكربي باسكتلندا عام 1988، محتجز في الولايات المتحدة، مبينة أن المتهم أبو عقيلة مسعود احتُجز في الولايات المتحدة التي وجهت اتهامات ضده قبل عامين. وتعرض مسعود، المتهم بصناعة قنبلة هجوم لوكربي، للاختطاف في ليبيا الشهر الماضي، وكان مصيره مجهولا. وأفادت وسائل إعلام غربية، أمس، أن الولايات المتحدة أبلغت عائلات ضحايا لوكربي أنها اعتقلت صانع قنبلة الهجوم.

وفي نوفمبر الماضي قالت عائلة مسعود إنها لا تعلم مكان وجوده ولا مصيره بعد أيام على اختطافه، مؤكدة في بيان أن مسلحين يرتدون ملابس مدنية على متن سيارتين، اقتحموا منزلهم بمنطقة أبو سليم في العاصمة طرابلس الساعة 1.30 بعد منتصف ليل 16 نوفمبر 2022، وخطفوا أبو عجيلة مسعود واقتادوه إلى جهة غير معلومة، بعد الاعتداء عليه.

يشار إلى أن مسعود هو مسؤول بجهاز المخابرات في عهد النظام السابق، تمت إدانته بتهم لها علاقة بالحادث المميت الذي راح ضحيته 270 شخصاً، من بينهم 190 أمريكياً خلال رحلة طيران بين لندن ونيويورك. كما وجهت إليه نهاية عام 2020 تهم في الولايات المتحدة بضلوعه في التخطيط وتصنيع القنبلة التي أسقطت الطائرة فوق منطقة “لوكربي” وبارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب. ويتهم معارضو رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، الميليشيات الموالية له بالوقوف وراء اختطاف مسعود لوسليمه لواشنطن لمحاكمته على أراضيها، في إطار صفقة سياسية للبقاء في السلطة، غير أن وزارة العدل في حكومة الدبيبة أكدت أن ملف قضية “لوكربي” أغلق بالكامل سياسياً وقانونياً بموجب اتفاق بين ليبيا وواشنطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *