متابعات

تقنيات الصحة .. ساهمت في احتواء جائحة كورونا

الرياض – البلاد

​​الصحة الإلكترونية هي الاستخدام المشترك لتقنية المعلومات والاتصالات في القطاع الصحي. وتهدف الاستراتيجية الوطنية للصحة الإلكترونية لوزارة الصحة إلى تعزيز قدرات القطاع الصحي في المجال الرقمي، وذلك استجابةً للظروف والتحولات التي يشهدها العالم في هذا المجال، وإسهامًا منها في خلق قيمة مضافة ترفع مستوى جودة الخدمات الصحية المقدمة للمستفيدين؛ تحقيقًا لأهداف التحول الوطني ورؤية المملكة 2030م.

وخلال جائحة (كورونا) أدت تقنيات الوزارة الرقمية دورًا مهمًا في الاستجابة للجائحة والتعافي السريع منها. وتضمنت هذه التقنيات استخدام تطبيقات ومنصات تقنية؛ للسيطرة على انتشار الفيروس، ومساعدة أفراد المجتمع السعودي على إجراء اختبارات (كورونا)، وأخذ اللقاح، وتثقيفهم بممارسات العزل الذاتي، وتعزيز كفاءة وجودة الخدمات الصحية في جميع أنحاء المملكة.

فقد أسهم استخدام التقنيات الرقمية في الحد من انتشار الجائحة في المملكة؛ ومن ثم التخفيف من حدة الآثار الصحية، والاقتصادية، والاجتماعية للسياسات المتخذة لحماية السكان والمواطنين، وتقديم رعاية صحية عالية الجودة، كما أثبت كفاءتها ونجاحها في خفض التكاليف.

فقد عمدت الوزارة إلى تطوير الخط الساخن (937)؛ للرد على الاستفسارات، وإعطاء التوجيهات اللازمة، وتقديم الاستشارات الطبية والنفسية على مدار الساعة، وإطلاق قنوات إضافية للوصول للمجتمع باستخدام الرد التفاعلي (Chatbot) عبر الرقم (920005937)؛ لتقديم النصائح والمعلومات، وتفعيل تطبيق (إشارة)؛ للوصول إلى فئة الصم والبكم، وتلخيص المواد العلمية باللغات الشائعة بين المقيمين؛ لنشر الرسائل في الوقت الملائم واعتماد وتطوير تطبيقات: (تطمن)، و(موعد)؛ لتقييم الحالات المشتبهة ومتابعة الحالات المؤكدة، وغيرها من التطبيقات مثل: (صحة)، و(تباعد)، و(توكلنا)، و(تأكد).


كما قامت بتفعيل دور التطبيب عن بُعد، مثل: العيادات الافتراضية، والطب الاتصالي، والاستشارات الطبية عن بُعد، ومنصة طب الأشعة الاتصالي، والروبوتات الطبية؛ لمنع انتشار فيروس (كورونا) المستجد. كما عملت الوزارة على إصـدار الأدلـة الإرشـادية والبروتوكولات المتعلقة بالفيروس للأطباء، والأدلة التوعوية لشـرائح المجتمـع كافة، بالإضافة إلى الخريطة التفاعلية، وبثت الإحصاءات على مدار الساعة، وعمدت الوزارة إلى استكشاف تفاعل المجتمع مع الجائحة، واستطلاعات الرأي العام عن طريق الاستبانات الإلكترونية. يُشار إلى أنه تم – لاحقًا – دمج تطبيقات (صحة، وتطمن، وموعد)، في تطبيق (صحتي)؛ انطلاقًا من حرص الوزارة على التسهيل على جميع المواطنين والمقيمين، وسرعة الحصول على الخدمات الصحية.

وأدت البنية التحتية الرقمية التي طورتها وزارة الصحة دورًا مهمًا في سلاسة حملات التطعيم ضد فيروس (كورونا) المستجد بالمملكة، كما سهلت حصول المريض على الأدوية من خلال خدمة الوصفة الطبية الإلكترونية. ولتعزيز الاستخدام الفعال والكفء للأدوية، أطلقت وزارة الصحة دليلاً إلكترونيًّا للأدوية يعمل على الهواتف الذكية؛ سهَّل للممارسين الصحيين التحقق من جرعات الأدوية قبل وصفها أو صرفها أو إعطائها للمرضى.


جدير بالذكر أن الوزارة ممثلة في المركز الوطني الصحي للقيادة والتحكم تستخدم الذكاء الاصطناعي، إلى جانب التدخل البشري؛ لاتخاذ قرارات تستند إلى البيانات، وتقديم خدمات فعالة ومستدامة. ووفر المركز خلال الجائحة التحليلات والتوقعات وتوصيات إدارة الإمكانات لوزارة الصحة وجهات حكومية أخرى. كما تابع المركز البيانات المتعلقة بتفشي الجائحة، واختبارات (كورونا)، وسعة المستشفيات، وتوافر الخدمات المهمة، مثل: أجهزة التنفس الاصطناعي الوظيفية وغير الوظيفية، مما ساعد الوزارة في اتخاذ قرارات سريعة لإنقاذ الأرواح، والحد من تأثير الجائحة.


واستمرت (الصحة) بعد انحسار جائحة (كورونا) في رقمنة قطاع الرعاية الصحية؛ بهدف تحسين الوضع الصحي لسكان المملكة، لا سيما من خلال المنصات والتطبيقات التي تيسر خدمات الرعاية الصحية. كما ظلت تحرص على دعم وتمويل تطبيقات ذكاء اصطناعي أخرى، مثل: روبوتات المحادثة عبر الإنترنت مع المرضى، ومستشفى (صحة) الافتراضي الذي يُعد أهم برامج مركز تميز للصحة الرقمية، وتقنية (الهولو دكتور) وغيرها، مما يقلل من تكاليف الرعاية الصحية من خلال توفير إرشادات صحية متخصصة دون الحاجة إلى الوجود الفعلي للأطباء.​

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *