البلاد : عبدالهادي المالكي
يلعب الموقع الاستراتيجي الجغرافي لمدينة الرياض دوراً جوهرياً في النمو الاقتصادي للمملكة العربية السعودية حيث تقع في منتصف الجزيرة العربية وتتوسط نقطة التقاء القارات الثلاث التي أصبحت طريقاً لهجرة الإنسان في العصر القديم وتطورت لتصبح طريقًا للتجارة ومنطقة جذب للاستثمارات المحلية والإقليمية والعالمية في العصر الحديث بما يسهم في تعزيز التنوع الاقتصادي ودعم التنمية المستدامة للمملكة، ومن هنا تأتي الرؤية التنموية والاقتصادية الثاقبة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- في الإعلان عن المخطط العام لمطار الملك سلمان الدولي الجديد بمدينة الرياض الذي سيسهم في دعم خطط المملكة لتكون مدينة الرياض ضمن أكبر عشر اقتصادات مدن في العالم، ووجهة عالمية للنقل والتجارة والسياحة ولمواكبة النمو المستمر في عدد سكان العاصمة الذي يستهدف الوصول إلى ما يتراوح 15 و 20 مليون نسمة بحلول عام 2030 .
و بحلول 2030 سيكون مطار الملك سلمان واحدًا من أكبر المطارات على مستوى العالم بمساحة مايقارب 57 كيلو متر مربع مستهدفاً 120 مليون مسافر، كما يستهدف الوصول إلى أكثر من 180 مليون مسافر ومرور ما يصل إلى 3.5 مليون طن من البضائع بحلول 2050.
كما يشمل المشروع على العديد من المرافق المساندة، والأصول السكنية، والترفيهية، والتجارية وفق أفضل المعايير بتصاميم تحاكي الثقافة السعودية مدعوما بمشاريع صديقة للبيئة والتي ستوفر أكثرمن 103 الآف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة متوقعاً بأن يسهم بحوالي 7.2 مليار دولار سنوياً في اقتصاد المملكة غير النفطي.
وأفاد معالي رئيس جامعة جدة الدكتور عدنان بس سالم الحميدان بأن الإعلان عن مخطط المطار الجديد يأتي تماشيًا مع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة التي تركز على مشاريع تطوير البنية التحتية الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية التي أطلقها سمو ولي العهد- حفظه الله- والمبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية لتعلن بداية مرحلة جديدة لأحد أهم القطاعات الممكنة لرؤية المملكة 2030 والإرتقاء بخدمات ووسائل النقل كافة بهدف ترسيخ مكانة المملكة عالمياً لتصبح مركزاً لوجستياً يربط قارات العالم الثلاث.
وأضاف الحميدان بأن جامعة جدة اعتمدت ضمن رؤيتها -رؤية الجامعة السعودية الحديثة- برنامج متخصص في مجال اللوجستيات، حيث أولت الجامعة استثمار الموارد البشرية والمالية، وتوظيف أنشطة الجامعة في مجالات التعليم والبحث والابتكار في مجال اللوجستيات، الذي يتماشى مع الأولويات الوطنية لرؤية 2030 على أن تكون المملكة مركزًا لوجستيًا عالمياً.