اجتماعية مقالات الكتاب

رهاب المجهول

تتكون شخصية الانسان من عدة عوامل حيث ان العوامل التي تبنيها وتصقلها تتنوع بين الخبرات والتجارب والمشاعر الدافعة نحو الاستمرار والابداع والابتكار حيث ان الحالات الشعورية التي يشعر بها تكون شخصيته بشكل سريع. ويعد الخوف من اهم الحالات الشعورية التي تحدث نقلة كبيرة في سلوك الفرد وطباعه.

ان الخوف هو حالة من الشعور الناجم عن الخطر الذي يستشعره الفرد وحالاً ينتبه لحماية وابعاد ذاته عن مواطن الخطر فيتشكل لديه سلوك الحذر وهذا امر طبيعي للغاية فالخوف رسالة تحذيرية تجعلنا نتعامل مع المواقف الشائكة بوعي تام مما يجعلنا نغير مسار خططنا للوصول الى المبتغى بأمان مطلق.

ان الخوف من الفشل والوقوع في الاخطاء امر وارد ولكنه مفيد حيث اننا نصبح اقرب الى المثالية وتنخفض اخطاؤنا ويزيد من انتاجنا وذلك من خلال التركيز على عدم الوقوع في الاخطاء ونصنع لذواتنا نمطاً صحياً من خلال حذرنا المتوازن
ولكن ماذا لو اننا اصبحنا مقيدين بهذا الخوف؟

يصبح الخوف هاجسا اذا انحرف عن مساره الطبيعي الصحيح والخوف من المجهول يشكل عائقًا كبيرًا امام الفرد وقد يصبح هاجسا مؤلما يسكن العقل ويسيطر عليه سيطرة تامة ليس ذلك فحسب بل يجعل جميع تصورات الفرد نحو المستقبل تصورات سلبية وسيئة جدا.

ان الخوف من المستقبل يفقد قدرة الفرد على التأمل فيحبس الفرد في سجن ذاته ويعيق تقدمه حيث انه يخاف من مجهول لا يعلم ماهيته ويفسد عليه يومه ويأتي الغد دون ان تصبح تصوراته صحيحة ولذلك علينا تدمير هذا الشعور من خلال مخاطبة ذواتنا بعكس الفكرة وان نحسن ظنوننا وتصوراتنا وان نصب تركيزنا على جمال الحياة ولذة وصولنا الى اهدافنا.

fatimah_nahar@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *