اجتماعية مقالات الكتاب

الطريق الذي سلكت

انهيت تعليمي العام بنسبة مئوية تسمح لي بدخول اية كلية جامعية، طموحاتي كانت محدودة الأفق. في ذلك الزمن، اتابع البرامج التلفزيونية، شدتني مباريات نادي الهلال خاصة بعد انضمام لاعب برازيلي حاصل على كاس العالم وكان يلعب مع اللاعب الأسطورة بيليه، هذا اللاعب هو ريفلينو. شاهدت افلام الكرتون، (جرينديزر، عدنان ولينا)، تابعت المسلسلات البدوية (راس غليص، وضحي وبن عجلان) ، تابعت الفيلم الأمريكي ستيف اوستن الرجل الذي يحمل أجزاءً صناعية، شاهدت ماردونا وهو يلعب ضمن صفوف النادي الأهلي السعودي (حاليا من اندية الدرجة الاولي)!. شاركت مسابقتي الكبار والصغار في رمضان (صقلت موهبة القراءة والبحث).

أيضا في تلك المرحلة، بدأت في قراءة الصحف والمجلات، لم أكن امتلك قيمة الصحيفة! كيف كنت اقرأها؟ كان لي جار في نفس البناية التي اسكن فيها، يجلب الصحف والمجلات، اخذها منه بعد ان ينتهي من قراءتها. تابعت جميع الاحداث المحلية والإقليمية والعالمية (صقلت ثقافتي العامة)، أكثر شيء كان يجذبني الرسوم الكاريكاتورية التي كان يتميز بها الرسام الكبير محمد الخنيفر. ذهبت الى جامعة الملك سعود بالرياض لا أدرى أي شيء عن الحياة والدراسة الجامعية، في تلك المرحلة نمت لدي موهبة قراءة تاريخ فلسفة العلوم، بعد سنوات جميلة تخرجت بشهادة البكالوريوس في تخصص الكيمياء الحيوية (امتلكت مفاتيح المستقبل)، هل استخدمتها؟

بدايات التسعينات، التحقت بالعمل في وزارة الصحة (فترة الغزو العراقي لدولة الكويت)، وجدت نفسي اعمل مع جنسيات عديدة منهم العرب واخرون من جنسيات اسيوية (فترة زمنية صقلت طموحاتي المستقبلية). التحقت لدراسة الماجستير بجامعة نونتجهام في تخصص المناعة والحساسية، ذهبت بعدها لدراسة الدكتوراه بجامعة جلاسكو في اسكوتلندا في تخصص العدوى والمناعة. نعم، كنت الوحيد في دفعتي (التعليم العام) الذي نال شهادة الدكتوراه. التحقت للتدريب في مجال مكافحة العدوى في واحدة من ارقى المستشفيات (مستشفى فريمان) الإنجليزية بمدينة نيوكاسل (صقلت موهبتي المهنية). عدت بعد ذلك للعمل كاستشاري في مجال مكافحة عدوى المستشفيات ومشاركة مكتسباتي العلمية والمهنية التي صقلتها في مهد الحضارة الإنجليزية. كتبت رأيي في الشأن الصحي في صحيفتي البلاد ومكة (سجلت اسمي في التاريخ).

باختصار، بعد مسيرة مهنية تجاوزت الثلاثين عاماً، أرى نفسي أقف مرارا وتكرارا، أحيانا مع نفسي عند النوم وأحيانا بالنظر الى صور من محفظة الماضي، اسال هل كنت يوما احلم في تحقيق ما وصلت اليه؟ لم أكن احلم! هناك عوامل محيطة ساعدت في صقل شخصيتي العلمية والمهنية، زملاء عمل استفدت من خبراتهم في تحقيق طموحاتي وعائلة كانت الداعم الأساسي لتحقيق ما أصبو اليه. نعم، سلكت الطريق الذي كان مميزا ورائعا في حياتي، بعد توفيق الله عز وجل.
استشاري وباحث في الشأن الصحي

drimat2006@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *