الرياضة

أساطير بلا مونديال.. (الماجنيفيكو) ديفيد جينولا.. كابوس بلغاريا حرمه من كأس العالم

الرياض- محمد العمري

كأس العالم.. أكبر محفل دولي في كرة القدم؛ حلم وأمل كل لاعبي كوكب الأرض في نيل شرف خوض مباراة فيه. هذا الحلم الجميل الذي ينتظره العالم كل 4 أعوام منذ انطلاق نسخته الأولى في الأورجواي عام 1930 استعصى على عدد من النجوم والأساطير في عالم الساحرة المستديرة؛ لأسباب مختلفة.
” البلاد” تستعرض في سلسلة تقارير أبرز هؤلاء النجوم الذين لم يحالفهم حظهم في اللعب في كأس العالم.

(الماجنيفيكو) ديفيد جينولا…
الفرنسي الموهوب ديفيد جينولا.. قال عنه الأسطورة الهولندية كرويف في عام 96 إنه أفضل جناح في العالم، وفي 99 إنه الأفضل في العالم، وقال عنه الإنجليزي كيجن: إنه لاعب يتمناه أي مدرب، أما ألان شيرر: مسيرتي في نيوكاسل كانت فيها لحظات سعيدة وأخرى حزينة، ومن أحزنها مغادرة جينولا للفريق. وفي 2007 اختير كأكثر لاعب لديه شعبية في تاريخ باريس سان جيرمان وفي 2008 كرمه نادي توتنهام كأحد أفضل اللاعبين في تاريخ النادي اللندني… إنه (الماجنيفيكو) ديفيد جينولا.

الذين تابعوا الكرة الأوروبية في التسعينيات يعرفون من هو النجم الرائع” جينولا”. من مواليد يناير 1967 في غوسان بفرنسا، انضم إلى فريق طولون عام 1985، وراسينغ باريس عام 1988 وبرست عام 1990. تابعه مدرب باريس سان جيرمان آرثر جورج ليضمه لكتيبة باريس سان جيرمان ليفجر موهبته الفذه باللعب في طرفي الملعب وبقدرته الفائقة في التحكم بالكرة بالرجلين والمراوغة وعرضياته المتقنة للعملاق جورج وياه، وبعد قدوم المدرب فيرنانديز تطور أداء الفريق، حيث قدم نتائج مبهرة في كأس الأبطال الأوروبي وكانت مباراة باريس سان جيرمان مع البرشا ومدربهم يوهان كرويف بنجومه روماريو ولاودروب وستوشكوف؛ حيثساهم جينولا بلمساته الساحرة في التغلب على البارشا 3-2 والتعادل 1-1 على أرضهم مما مهد لهم الطريق للوصول لنصف النهائي لتنتهي المغامرة أمام ميلان ومدربه كابيلو.

••إنجازاته
– أحرز مع سان جيرمان كأس فرنسا عامي 93 و95.
– الدوري الفرنسي 1994.
– بلغ معه نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 93 وكأس الكؤوس الأوروبية 94 وكأس أبطال أوروبا 95.
-خاض معه 115 مباراة محلية، سجل فيها 33 هدفاً.
– لعب معه 27 مباراة أوروبية، سجل فيها 5 أهداف.
– نال جائزة أفضل لاعب في موسم 1993.

•• ذكرى حزينة
في تصفيات كأس العالم 1994 كانت الانتكاسة، والذكرى الحزينة لجينولا؛ حيث كانت فرنسا تحتاج للتعادل مع بلغاريا فقط للتأهل للمونديال على أرضها، وكانت النتيجة 1-1 وكان جينولا في مكانه المفضل على طرف الجناح الأيمن يقود الهجمة للديوك وكان الجمهور يتوقع أن تكون عرضية خطيرة إلا أن رفعة جينولا كانت طائشة إلى الخلف ووصلت إلى الطرف المقابل للملعب لتأتي هجمة بلغارية قاتلة أتت بالهدف البلغاري الذي أفقد الديوك البطاقة المؤهلة، ومن سوء حظ جينولا أن تلك المباراة جاءت لتفسد موسمه المميز مع سان جيرمان بعدما نال جائزة أفضل لاعب في الموسم، وكانت آخر مبارياته الدولية.

••مسيرته في الدوري الإنجليزي
على غرار إيريك كانتونا، توجه جينولا إلى انجلترا، وفي صيف 1995 انهالت عليه العروض، فكان أبرزها عرض البرشا من المدرب يوهان كرويف الذي طلبه خصيصا ولكن باريس سان جيرمان فضل بيعه لأكبر عرض، فكان انتقاله لنادي نيوكاسل بمباركة من المدرب كيفن كيجن، وكان جينولا عند حسن الظن وبمشاركة النجم ألان شيرر تصدر نيوكاسل الدوري الإنجليزي لفترات متقطعة من موسم 1995/ 1996 ولكن في نهاية المطاف ظفر مانشستر يونايتد باللقب، وكان موسما رائعا بكل المقاييس لجينولا، ولن يُنسى أنه مع رفاقه الكولمبي أسبريلا والعملاق شيرر مع الفنان روبرت ليي قد أذلوا مانشستر يونايتد بخماسية تاريخية ولكن لم تشفع لهم للظفر باللقب، وبعد نهاية الموسم استقال كيفن كيجن في خطوة فاجأت الجميع بعد أن قدم نيوكاسل موسما رائعا من حيث الأداء.

ليخلفه الأسكتلندي كيني دالجيتش، وبعد عدة مباريات لم يرق لجينولا أسلوب المدرب الاسكتلندي فحلت الخلافات ليطلب الرحيل من نادي نيوكاسل في الشتاء، فانتقل بعدها إلى توتنهام هوتسبير، ولكن لم يقدم جينولا مستواه المعهود في النصف الثاني من موسم 1997-1998 ما جعل فرصته في المشاركة في كأس العالم صعبة، مع وجود إيمي جاكيه كمدرب، الذي قرر أن يعتمد على مجموعة معينة من اللاعبين الأصغر منه عمرًا أمثال زيدان ودجوركاييف.
ولكن بعد النهائيات التي ظفرت بها فرنسا باللقب قدم جينولا موسما استثنائيا، وهو في الحادي والثلاثين من عمره فكانت عودته قوية عكس التوقعات ليساعد نيوكاسل في الفوز بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي، فظفر بجائزتين؛ منها أفضل لاعب في الموسم بانجلترا، وجائزة أفضل لاعب- حسب آراء الصحفيين.
وفي موسم 2000 20001 وفي خطوة مفاجئة باع نادي توتنهام نجمه الذي قدم موسمين في قمة التألق لنادي أستون فيلا، وهو في الثالثة والثلاثين من عمره، وتحدى مدرب أستون فيلا الجميع قائلا: دفيد جينولا لا يزال نجمًا كبيرًا وقادرًا على العطاء، وهو مفيد لأي فريق يلعب فيه.
قدم جينولا مستوى جيدا في موسمه الأول مع فيلا، وفي الموسم الثاني واجه العديد من المشاكل الانضباطية؛ لينتقل بعدها لإيفرتون فلعب له 5 مباريات فقط، ليعلن اعتزاله الكرة منهيا مسيرة نجم لم يكن محظوظًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *