ان المشاعر هي القوة العظيمة الموجودة بداخلنا وهي القوة الدافعة نحو التقدم او التأخر فهي مجموعة من المكونات التي تسهم في ولادة الشعور للفرد والذي يؤثر لاحقًا على ردود افعاله وسلوكياته والتي تظهر على تصرفاته الشخصية.
ان المؤثرات هي المحفزات في تنشئة المشاعر وتطور نموها ولكن ماذا لو اصبحت مشاعرنا هي سبب في تراجعنا العاطفي فتصبح كل المحفزات لدينا سياناً لا فرق بين امرٍ مُحزن و آخر مُفرح وجميع التقلبات نقابلها ببرود دون إظهار اية ردة فعل لكل ما نمر به.
قد تصاب مشاعرنا بحالة صمت .. لكنه صمت إرادي ناتج عن تجارب لم يكتب لها النجاح ولم يُقدّر لها ان تكون، صمت ظاهري فقط حيث ان معارك الكلام محصورة بين الذات والذات .. حالة من الهوس التفكيري المستمر دون ان يظهر هذا علينا وصراع مقام لا يهدأ.
وما اصعب ان يكون الفرد حبيسًا بإرادته في صمت مستمر حيث ان هذا سبب كفيل لتراجعه العاطفي واصابته بـعدم التأثر بمحيطه مع تزايد شعوره بالانفصال عن الواقع الذي يعيشه وعدم قدرته على الافصاح عن مشاعره المختلفة وتزايد وتيرة التوتر لديه مع البقاء في نقطة واحدة فقط بلا حراك.
ان استعادة هذه الثقة بين الفرد وذاته لهو احد اهم العوامل التي تساعدنا على الحد من تراجعنا العاطفي وتغيير نمط الحياة يسهم في تبديد الجمود والقيام بما نحب من الاعمال والانشطة تساعدنا أيضاً كما ان الاطلاع على مشكلات الاخرين ومشاركتهم يسهم في استعادة المشاعر المصابة بالتبلد. ان الحفاظ على سلامة مشاعرنا مسؤوليتنا وعلينا ألا نعيش دونها.
fatimah_nahar@