تعتبر الصيانة المدرسية من أهم التَّحديات، التي تواجه المنظومة التعليمية، عطفا على الجهود المستمرة التي تبذلها القيادات المدرسية داخل المنشأة التعليمية، وحرصها على توفير بيئة آمنة تتماشى مع أهداف المدرسة الذكية، التي ينشدها الجميع، بل هي محط أنظار المجتمع بأسره، لعلاقتها المباشرة بصحة أبنائنا وبناتنا بالتعليم العام، وما أعرفه أن حرص القيادات المسؤولة على مستوى الوزارة، والإدارات التعليمية، والمكاتب التابعة لها، وعلى مستوى المدرسة ذاتها، كمطلب حضاري، يفترض اكتمال جميع الاستعدادات، قبل بداية العام الدراسي، مع استمرار عمليات الصيانة على مدار الأسبوع، وأن تكون الشركات التي يتم التعاقد معها، جاهزة لكافة الاحتياجات، لإصلاح ومعالجة الخلل متى ما وُجد، وأكثر هذه الاحتياجات صيانة المكيفات، على مدار الساعة، ويفضل أن يكون التكييف مركزي، بعيداً عن أيدي الطلاب والطالبات، لضمان فاعلية الأداء بالجودة المطلوبة.
ومع الجولات المستمرة لكبار القيادات التعليمية، للتأكد من اكتمال أعمال الصيانة، داخل كل مدرسة، إلاَّ أن ما يُواجه المدرسة الكثير من الأعطال، في الأعمال الكهربائية والسباكة والتكييف، وما يتعلق بصيانة المختبرات والأجهزة الالكترونية، قياساً على المُكَوِّن المدرسي، كنقلة حضارية أصبحت حالياً من مميزات مدارس المملكة، وبشكل مستمر مما أضاف دافعية المدرسة لأداء دورها، بما يوازي حجم الانفاق السنوي، ومشكلة الصيانة والبيئة المدرسية، تكاد لا تخلو منها أي مدرسة ، ولا زالت المكاتب الهندسية والمشاريع المدرسية، تتحمل هذه الأعباء الكبيرة، في هذا الجانب على وجه التحديد، وغير قادرة أن تفي بأقل القليل، مما أنيط بها من مسؤوليات، ليس نقصاً في كفاية المسؤولين والفنيين في هذه المكاتب، بل أن حجم أعمال الصيانة التي تتزايد الطلبات عليها منذ الأسابيع الأولى، من بداية العام الدراسي.
ولم يعُد الأمر معجزة، وغير مقدور على تجاوز هذه المعضلة، التي تشكل هاجساً للمعنيين بالشأن التعليمي، طالما تم تحديد المسؤولية، ومعالجة أسباب المشكلة، بوجود قسم للصيانة والتشغيل، في كل مكتب من المكاتب التعليمية، يقوم بزيارات ميدانية لمواقع المدارس، ويتم تحديد احتياجات الصيانة، والمعالجة بالسرعة اللازمة، وأن تكون الشركات والمؤسسات الوطنية قادرة على الالتزام بمسؤولياتها، بدون أدنى تأخير يؤثر على سير الدراسة، ويُشَكِّل عاملاً سلبيا على البيئة المدرسية، طالما وزارة التعليم، وقعَّت عقود الصيانة مع المتعهد الوطني، (شركات أو مؤسسات)، عليها الوفاء بالتزاماتها دون تأخير، مهما كانت الأسباب، أو أن يتم استبدالها بمن تتوفر لديهم القدرة المالية والكفاية الفنية، ويتم تقويم أعمال الصيانة لهذه الشركات والمؤسسات سنويا، مع توفر كوادر وطنية فنية، ضمن فرق العمل المسؤولة عن الصيانة، منعاً للتَّلاعب والممارسات الخاطئة والتقارير الوهمية.