اجتماعية مقالات الكتاب

نزيف المشاعر

هاتفتني بصوتها المبحوح وهي تتألم من طعنة الخذلان الغادرة، بسيف الحب الذي لا يرحم، مما تسبب لها بنزيف حاد في المشاعر، أسقطها عطشًا، لا ترى إلا سرابا من الأحلام، حاولت ايقاف النزيف ، برباط الكبرياء وشموخ الأنثى، وكلما نهضت سقطت بسهام كلمات الغزل السامة ، ممن يتلذذ بألمها، ويسعد بجرحها ، فهو يتلون بنرجسية المكر .

من يعاتبك عند المواقف المؤلمة ويردد “كن قويا”. لا تلتفت لما يقول، فهو لا يشعر بما تشعر به، عبر عن مشاعرك بكل صدق، أستسلم لأحاسيسك، أطلق سراح دموعك بالبكاء، أصرخ بدون خجل، أخرج صديد الألم حتى ينظف الجرح، هذا سيجعلك تشعر بتحسن، لكن لا تستسلم.

يقول شين كوفي: تذكر أن المشاعر التي لا يتم التعبير عنها لا تموت أبداً، إنها تدفن حية ثم تطفو فيما بعد بطرق أكثر قبحاً، عليك أن تعبر عن مشاعرك وإلا فإن تلك المشاعر سوف تأكل قلبك.

إن الحياة مبنية على الخيارات ولدى الإنسان القدرة على الاختيار والتجاوز، لكن البعض مثل السجين الذي يهز القضبان، يحاول يائسًا أن يخرج ، بينما يمينه ويساره، السجن مفتوح ، لكنه متمسك بالقضبان يهزه ويصرخ بجنون عالقا، هناك مخرج له لكنه لا يتوقف عن هز القضبان، والحقيقة المرة التي لم يدركها أنه سجين نفسه.

فاصلة:
أوقف نزيف مشاعرك، ‏نعم مؤلم ، نعم ربما لا أحد يشعر بما تشعر به ، لكن هو جرحك أنت ، سوف يطيب، لكن يحتاج وقتا، فلا تستعجل ، أحم جرحك من البكتريا الضارة، حتى يتعافى، وأعلم أن في كل انكسار انطلاقاً.

Faheid2007D@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *