متابعات

تفوقت على دول«العشرين» في 2022.. المملكة وجهة مثالية للسياح

جدة – البلاد

قطعت المملكة خطوات سريعة وكبيرة لجذب السياح من الخارج، لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 التي تهدف لزيادة أعداد السائحين إلى نحو 100 مليون زائر سنويا، ما يسهم في إيجاد أكثر من مليون فرصة عمل، مع تحقيق زيادة في الناتج المحلي تقدر بنحو 10 %، خصوصا أن السعودية تمتلك مدناً سياحية مميزة تجعلها قبلة للسائحين من كافة أنحاء العالم، بدليل تصدر المملكة لدول مجموعة العشرين في معدل تدفق السياح الدوليين الوافدين خلال العام الحالي، وفقاً لأحدث التقارير الصادرة عن منظمة السياحة العالمية، التي أعلن عنها خلال اجتماع وزراء السياحة لدول مجموعة العشرين لعام 2022 الذي انعقد برئاسة إندونيسيا، بمشاركة وزراء من مختلف أنحاء العالم.

 

وحققت المملكة نتائج غير عادية في تدفق السياح الدوليين الوافدين بمعدلٍ تجاوز 121 %، في الفترة من يناير وحتى يوليو 2022، وفقال لتقرير منظمة السياحة العالمية، الذي أكد أن معدل الإنفاق السياحي في المملكة فاق بكثير مستويات ما قبل جائحة فيروس كورونا، ما يؤكد الاهتمام الكبير بقطاع السياحة وصولا إلى تحقيق المستهدفات، في وقت قال وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب إن هذا الإنجاز يأتي تتويجاً لتوجيهات القيادة الرشيدة، وسعيها الحثيث لتعزيز مكانة المملكة على خارطة السياحة العالمية، كما أنه يؤكد سياسة القيادة الحكيمة في تمكين الاقتصاد الوطني ورفع إسهام قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة وفقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030 الطموحة، موضحا أن هذه النتائج الإيجابية تؤكد متانة الاقتصاد السعودي، وقدرته على التكيف مع مختلف المتغيرات. وأشار الخطيب إلى أن قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية يعد الأسرع نموًا في العالم، حيث سجل معدل نموٍ بلغ 14 %، مقارنة بفترة ما قبل جائحة كورونا، وهو يشهد حالياً تعافيا سريعا من تبعات الجائحة، خاصة مع رفع الإجراءات الاحترازية والوقائية بعد تراجع معدل الإصابات بالفيروس إلى مستويات متدنية، نتيجة تكاتف الجهات المعنية، والوعي العالي لدى المجتمع السعودي.


مستقبل أكثر استدامة
وأكد وزير السياحة أهميةَ تعزيز أواصر التعاون بهدف بناء مستقبل أكثر استدامة لقطاع السياحة لدى دول مجموعة العشرين، ومواجهة القضايا الرئيسية التي نتجت عن جائحة كورونا, والعمل الجماعي لنهضة القطاع السياحي، بعد أن ألقت جائحة كورونا بظلالها الثقيلة على القطاع، مشيرًا إلى أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والتعاون في تشكيل مستقبل القطاع، مضيفا: صناعة السياحة تأثرت بجائحة كوفيد – 19، ويلزم التعاون لتحقيق التعافي لبناء مستقبل أفضل ولصناعة قطاع أكثر قدرة على توفير الثروات والفرص في الأماكن الأكثر حاجة إليها.
وتستند المملكة على تاريخ قوي من التعاون عبر القطاعات، فقد كانت مقرًّا لأول مكتب إقليمي لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO). ويعدُّ دعم تعافي القطاع من خلال الاستثمار في مقدمة الأولويات الرئيسية للمملكة، كما يتضح من إطلاق برنامج رواد السياحة المشهود له دوليًا إذْ يستثمر 100 مليون دولار لتدريب 100 ألف شاب سعودي على أدوار مختلفة في صناعة الضيافة، فيما تستضيفُ المملكةُ في نوفمبر المقبل اجتماعاتِ المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) الذي يجمعُ قادةً من جميع أنحاء العالم لمناقشة ومواجهة التحديات الرئيسية التي تؤثر على القطاع.


رفع الوعي وتطوير الكفاءات
وتشارك المملكة منظومة دول العالم الاحتفاء باليوم العالمي للسياحة؛ لرفع عملية تعزيز الوعي والإدراك لدى شعوب العالم بأهمية السياحة في كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة والمستويات؛ حيث تكرس وزارة السياحة مجهوداتها في تطوير هذا القطاع الهام باعتباره محوراً وركيزة أساسية للتنمية ضمن مستهدفات رؤية 2030. وإدراكاً بأهمية تنمية رأس المال البشري، أطلقت وزارة السياحة أكبر إستراتيجية وطنية لتنمية القدرات وتطوير الكفاءات السياحية في المملكة، والتي تهدف إلى إعداد كوادر وطنية مؤهلة بأعلى المعايير العالمية، بما يعكس ويعزز قيم الضيافة السعودية الأصيلة من خلال تأهيل حديثي التخرج والباحثين عن عمل وتطوير العاملين في القطاع وتمكين رواد الأعمال وأصحاب المنشآت السياحية الصغيرة والمتوسطة من خلال حزمة من البرامج المميزة لإحداث نقلة نوعية تعكس طموح نمو قطاع السياحة وإثراء تجربة السائح، بما يليق بالمملكة العربية السعودية والإسهام في تحقيق أهداف الرؤية.


وتعمل وزارة السياحة على الاهتمام بالقطاع السياحي في جميع جوانبه في المملكة، من حيث تنظيمها وتنميتها وترويجها، بما يعزز من دور القطاع وتذليل عوائق نموه ، وذلك من خلال الاعتماد على عدة عوامل ومقومات هائلة تتمتع بها المملكة منذ الأزل، بحيث يتوافق دور القطاع السياحي ونموه مع مكانة وقيم ودور المملكة في الحضارة الإنسانية وتأثيرها في المجتمع الدولي، باعتباره رافداً مهماً من روافد الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة.
وتتيح وزارة السياحة حالياً فرصة التسجيل ببرنامج رواد السياحة؛ وذلك للتدريب في أرقى الجامعات والمؤسسات التعليمية المتخصصة في قطاع السياحة في العالم، والذي يعد البرنامج الأضخم في التدريب السياحي حول العالم عبر استثمار يبلغ 375 مليون ريال، حيث يهدف البرنامج تدريب 100 ألف شاب وشابة داخل وخارج المملكة في أرقى 10 جامعات ومؤسسات تعليمية متخصصة في قطاع السياحة في العالم.


تعريف بالفرص الواعدة
وللمساهمة في الحراك السياحي بالمملكة، أطلقت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت”، فعاليات أسبوع السياحة في مراكز دعم المنشآت بمدينتي الرياض والمدينة المنورة ومحافظتي الخبر وجدة، بهدف تسليط الضوء على الفرص الواعدة في القطاع السياحي، حيث تضم فعاليات الأسبوع، التي تستهدف المهتمين في مجال السياحة ورواد الأعمال وأصحاب المنشآت المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، أكثر من 16 لقاءً حضوريًا وافتراضيًا بمشاركة عددٍ من ممثلي الجهات الحكومية والخاصة، بهدف توحيد الجهود واستعراض الفرص الواعدة والاطلاع على أهم البرامج والمبادرات المقدمة، إضافة إلى مناقشة أبرز التحديات التي تواجه الراغبين في بدء ممارسة النشاط السياحي.

ويتضمن أسبوع السياحة، فعالية مجلس دعم المنشآت الذي يستضيف الرئيس التنفيذي لبرنامج جودة الحياة خالد البكر، للحديث عن أبرز البرامج والمبادرات التي يقدمها البرنامج لتمكين ودعم القطاع السياحي، في حين تقدم “منشآت” حزمة من البرامج والمبادرات المتخصصة لدعم القطاع السياحي، بهدف رفع مستوى الوعي بالقطاع من خلال إقامة الورش والندوات واللقاءات والجلسات النقاشية مع المسؤولين وصنّاع القرار.


ويأتي تنظيم “منشآت” لهذا الأسبوع، ضمن أعمالها الهادفة إلى تحسين أداء المنشآت ومساعدتها على النمو والتوسع من خلال معرفة التحديات بشكل دقيق لتوفير الحلول المناسبة لها، وعرض مجموعة من المميزات والتسهيلات بما يتناسب مع هذه المنشآت، إضافة إلى تعزيز الإنتاجية والتنافسية في قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة للوصول إلى أسواق جديدة.
يذكر أن مراكز دعم المنشآت، قدمت خدماتها لأكثر من 20 ألف منشأة صغيرة ومتوسطة حتى نهاية الربع الأول من عام 2022، من خلال المراكز المتواجدة في مناطق عدة بالمملكة، إذ يصمم مستشارو الأعمال في هذه المراكز حلولًا استشارية بناءً على الاحتياجات الفردية لأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *