عندما تمتزج الثقافة بالاقتصاد ويتم تسويقها بفن وبراعة منقطعة النظير وتُوظف الأفكار الإبداعية عبر المكينة الإعجازية (العقل البشري) يخرج الى النور اقتصاد إبداعي ذو فلسفة تعمل على إظهار ثقافتنا وإبراز جمالها العتيق بين ثقافات الأمم والشعوب، فإن عملية تهجين الإبداع الإنساني وبناءه على أسس تسويق تقنية احترافية للإبداع؛ تلك قوة مستقلة وعابرة للحدود تهدف في تفاصيلها الى تنمية ناعمة ومستدامة من أولويات الخطط الطموحة وتنشدها جميع الدول المتطلعة.
فالشبكة الإبداعية المستهدفة في المملكة العربية السعودية والتي يُعمل عليها على قدم وساق ابتداءً من الإعلانات والفنون والحرف اليدوية مرورًا بالمسرح والموسيقى والألعاب التقنية وبرمجتها الابتكارية ووصولًا الى هندسة المدن وبيئة الإنسان الحضرية، جميعها ذات طابع فريد في الطرح الجديد المبتكر وغير التقليدي.
الاقتصاد الإبداعي الحديث هو إعلان لرفاهية الإنسان وتحسين جودة حياته ففيه تتداخل القطاعات وتساهم في صياغة الأهداف من توفير فرص توظيف للمبدعين أصحاب الشغف والتغيير الإيجابي، والقفز الى مراكز متقدمة للمجتمع المبدع المتذوق للفنون الذي بدوره يسوق للسلع الإبداعية واستغلال ثرواته التقليدية وتحويلها الى المبتكر المستدام الذي بدوره يحفز الاقتصاد وينوع من إيراداته ويزهر المستقبل للأجيال التي بدورها تتبع خارطة الاقتصاد الإبداعي بتحديثها الإبداعي الخاص.
فالعالم التقني يشجع على هذا اللون للاقتصاد لا سيما بأن التكنولوجيا أصبحت شيئًا حاسمًا في كثير من المجالات الاقتصادية وهذا ما يسرع عملية الإبداع في الاقتصاد ومجالاته ويضخ بها مزيدًا من الأفكار والخدمات التي تجعل من مسألة الترويج والتسويق أمرًا يستحق العمل والوقوف عليه، ومن ذلك سعي القيادة الحكيمة ورؤية ولي عهدنا الأمين الأمير محمد بن سلمان آل سعود الذي آمن في وقت مبكر بضرورة اغتنام الفرص التعزيزية لهذا اللون والإشراف على تلاقح الثقافة وفنونها مع الاقتصاد والتشجيع التكنولوجي والدعم المادي في نمذجة الأعمال المقدمة وتعزيز نشرها والاستمرار في تزويد الاقتصاد الإبداعي بالأفكار وألوانها المختلفة عبر استقطاب المبدعين ما يحق أن نسمي ها العهد بـ( العهد الإبداعي السعودي).
samahosaimi@gmail.com