حينما نسمع عن حمية العقل من الطبيعي ان يتوارد الى اذهاننا سؤال: هل للعقل حمية مثلما هناك حمية لأجسامنا؟
ان الحمية متشابهة في الاسم مختلفة تماما في النوع فلكل منهما طرقه وانظمته المختلفة عن بعضهما فحمية الجسم تكمن في تناول كل ما هو صحي ويساعد في التخلص من كل المضار، اما حمية العقل تكمن في التخلص من كل ما يشتته.
قد يجد الفرد منا الكثير من المهام المتراكمة والتي لم ينجزها بأوقاتها مما يؤدي هذا التراكم الى تزايد شعور عدم الرضا عن الذات وعدم القدرة على الانجاز وقد يكون هذا بسبب الانهاك الذهني الذي ادى الى الخمول والكسل مما يسبب هذا للفرد تشتيتًا واضحًا
ينعكس هذا على اداء الفرد بسبب سيطرة القلق على العقل وتزايد وتيرة الخمول وتضاؤل التركيز ويصاب التنقل العقلي بين المهام بالضعف وعدم القدرة على التركيز وكل هذه المشتتات تحتاج الى حمية للتخلص منها.
اننا اذا انتبهنا اننا نصبُ جُل اهتمامنا على كل الامور السطحية تاركين الامور الجوهرية والمهمة فإننا نحتاج الى الحمية والتي تساعدنا على صب تركيزنا على ما يعود علينا بالنفع ويحول بين ارهاقنا الذهني من خلال تدمير المشتتات كالقلق والخوف من التغيير والحد من التطور والتقدم.
ان حمية العقل تكمن في الحد من استهلاك طاقة العقل في التركيز غير الفعال والتقليل من موجة المشتتات من خلال تناول المعلومات الصحية المفيدة والاستمرارية في تعلم كل ما يغذي العقل وبناء الثقة بالقوة الذهنية من خلال تفعيل المهارات العقلية والعمل على تطويرها ونموها بشكل صحي.
fatimah_nahar@