من يلاحظ انتشار الفيديوهات في وسائل التواصل الاجتماعي يستوقفه أمران فإن كانت سلبية وتأثيرها سيئ فيقول متسائلاً باستغراب شديد ألا يخشى هؤلاء يوم الحساب فقد قال عز وجل (نكتب ما قدموا وآثارهم) كما قال عز وجل (وقفوهم إنهم مسؤولون)، ويتساءل الناس يوم القيامة حين يرون أعمالهم دقها وجلها حسنها وسيئها وقد سُجلت في كتاب يتساءلون بتعجب (مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً)، لو استشعروا هؤلاء الذين يصطادون الأخطاء لينشروها في وسائل التواصل لو استشعروا مسؤوليتهم أمام الله ثم أمام وطنهم ومجتمعهم لتوقفوا وحاسبوا أنفسهم ..
أنا لست ضد تصوير التجاوزات لوصولها للمسؤول لتكون شاهدة على التقصير رغم أني لست مؤيدة لها في كل الأحوال فما تزال أبواب المسؤولين مفتوحة إن قصر أحدهم وتغاضى سنجد عشرات منهم يخشون الله ويتحملون المسؤولية ولديهم المقدرة على التفهم وإيجاد الحلول ومحاسبة المقصرين، ثم إن لوطننا ومجتمعنا علينا حقاً واصطياد الأخطاء ونشرها يجعل المغرضين وأعداء هذا الوطن يتمسكون بها لينفسوا عن حقدهم وحسدهم لهذا الوطن الرائع والذي يخطو بخطوات غير مسبوقة نحو العلياء.
وإنني على ثقة لو علم هؤلاء الذين يصورن أن نشر ذلك يسيء لوطنهم لما نشروه.
لكنهم ربما حسبوا أن المسؤول لن يتجاوب إلا حين ينشر الموضوع وهذا اعتقاد للأسف خاطئ غرسه المسؤول المتخاذل المتهاون إذ كان يجب عليه حين تصله شكوى أو خلل في أي مكان أن يتم التحرك فوراً للتصحيح والمعالجة. ومادام المجال فتح للمرأة في جهات عديدة، فهناك منهن من هي على دراية وخبرة بالمعالجة والوصول لحلول مع المخالفات من النساء.
وهنا أعتقد أنه لابد من وجود متخصصين ومتخصصات في علم النفس والاجتماع لديهم القدرة والتمكن لخوض المشكلات وإيجاد الحلول في دور الأيتام والرعاية الاجتماعية ودور الملاحظة.