اجتماعية مقالات الكتاب

عملة الأخلاق

يعدّ المال بشكل ما جزءاً من التاريخ البشري، حيث تدرج على مر العصور كوسيط مادي تحت مسمى عملية التبادل التجاري.
وتتمثل ماهية المقايضة بكونها تجارة مباشرة للسلعة والخدمات، حيث بدت تلك المفاهيم بأخذ أساليب وطرق عدة.
فكانت في الماضي تنطوي على وسائط معينة مثل الطعام وجلود الحيوانات والملح والأسلحة وغيرها.

ويأتي في التصنيف الثاني المعادن النفيسة مثل الذهب والفضة وغيرها، حيث نال هذا الاكتشاف شرف السيادة لكونه أصبح مرغوبا بشدة من قبل الكثير من المجتمعات والدول.
ومن ثم تطور هذا المفهوم على مر القرون حيث وصل الى ما يسمى بـ(التجارة السريعة) الذي ما زال قائما حتى اليوم في معظم دول العالم.

ظهرت تلك العملة الورقية تنافس وبقوة نظرا لسهولة حملها وفاعلية استخدامها حيث لجأت العديد من بلدان العالم الى تداولها واعتمادها في قوائمها الرسمية منافسة نظيرتها المعدنية.
وكلمح البصر تظهر لنا ايقونة جديدة تعرف باسم (العملة الإلكترونية) التي تسعى لأخذ موقع لها وتقاتل لكي يكون لها حظ واسع في هذا السوق.

من هنا اتطرق الى (عملة الاخلاق) حيث امتازت وتفوقت تلك الخاصية عن غيرها كونها تساعد على النهضة الحقيقية والرقي الحضاري وتهذيب السلوك الإنساني المبني على المعاملة الحسنة والسمو الروحي، ويعد التحلي بالأخلاق من العناصر الهامة والفعالة في شيوع وانتشار الألفة والمحبة بين الناس وتكوين الترابط والتماسك بين الأفراد والمجتمعات.

كما أنه يعتبر من المصادر الأساسية لحدوث التعايش السلمي وتكوين علاقات مع الأمم الأخرى. ومن أهم الصفات التي تميز أي أمة عن غيرها هي الأخلاق فهو يعد سيد الصفات التي لا نستطيع أن نشتري بها الا سلعة واحدة ألا وهي قلوب الناس ومحبتهم.

خاتمة:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ..
فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
احمد شوقي

fathy_2021@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *