تساؤُلات عديدة يتم تداولها، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويتفاعل معها العديد من ذوي الرأي والمشورة من المواطنين، ورجال الفكر والأعمال، اتجاه قطاع كبير من أبنائنا الشباب، بمشاركة فاعلة وتَمَيُّز من فتياتنا السعوديات، اللاَّتي انْضَممن في مجال الخدمات السياحية، وأثبتنَ مع الشباب جدارتهن، للقيام بالأمانة المهنية بالدرجة الأولي، وتعزيز أدوارهم الوظيفية، وتأكيدًا بأحقيتهم للفرص المتاحة لهم جميعاً، فالسياحة هي الواجهة المُشْرِقَة المضيئة، أمام مُرتَادِي الفنادق والأجنحة الفندقية المفروشة في بلادنا، على أمل أن ترتقي هذه المرافق السياحية، في خدماتها ونظافتها، وتتماشى أسعارها مع تشجيع الدولة، لتوطين السياحة محليا، بتدخل مباشر من الجهات الرقابية المعنية، للحد من تجاوز الأسعار، وبعمل استبيانات معيارية، لقياس مدى الرضا من قبل السائح السعودي، والسُّوَّاح القادمين من خارج المملكة، يُشارك بإعدادها وتقييمها وتحليل نتائجها خريجي الكليات السياحية.
هاتفني أحد القادمين قريباً من دولة سياحية، كثرت اعلاناتها الدعائية، السائح القادم لم يُخْفِ المتاعب التي تعرض لها وعائلته بحسب قوله، يأتي في مقدمتها، صعوبة التعامل على المستوى الفردي، الذي ترك في نفسه بعض الغضاضة، إلى جانب صعوبة حُجوزات الطيران والتذاكر، وارتفاع الأسعار المعيشة والفندقية هناك، وعدم ملاءمتها لما أعتاد عليه السائح السعودي داخل وطنه، مقارنة بما هو متوفر بالمملكة من أجواء مناخية في غاية الابداع الربَّاني، وسهولة الانتقال بين المدن السعودية، عن طريق الطيران أو القطارات أو المواصلات البرية، التي يبذل القائمون عليها جهوداً مكثَّفة لزيادة تحسين خدماتها، والتي نَمَتْ خلال السنوات القليلة الماضية، بسرعة فاقت التَّوَقُّعَات بتحقيق أهدافها، هذه المشاهد أرى من الأمانة نقلها بصدق، لمعالجة السلبيات المصاحبة، التي من المُمْكن تلافيها، بالمتابعة وتجاوب رجال الأعمال المستثمرين بالقطاع السياحي.
ولم تعد السياحة بالمملكة، هدفاً ومطلباً للسائح السعودي فقط، وإنما مَلاذاً آمناً مُلائِماً للسائح القادم من خارج المملكة، كوجهة سياحية جاذبة، للأشقاء من دول الخليج العربي على وجه الخصوص، هربًا من حرارة الصيف والرطوبة، التي تجاوزت معدلاتها الطبيعية، وبعض المناطق السعودية التي تعيش أجواءً صيفية مماثلة، وعن الأماكن الأثرية “الثروة الوطنية” التي تنعم بها المملكة، وهي مواقع تناولتها المصادر التاريخية، الأمل في شبابنا السعودي التَّعرف عليها، عن طريق الالتحاق بالبرامج التدريبية، في الارشاد السياحي، وصيانة المتاحف، والإلمام بعلوم الآثار، ومن هذه البرامج ما يقوم بتنفيذها قسم التاريخ، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، بجامعة الملك عبدالعزيز، بدءاً من العام الجامعي الحالي، للحصول على دبلوم معتمد، بأحد البرامج الأكاديمية، وتتاح للخريج أنجح الفرص الوظيفية في مجال تخصصه.