اجتماعية مقالات الكتاب

مركز للدراسات

مركز للدراسات في وكالة الأنباء السعودية فكرة كانت وما زالت تُلِحُ على كاتب هذه الأسطر.. واليوم تطورت الفكرة إلى نموذج أكثر تخصصاً وهي تكوين مراكز للدراسات في وكالة الأنباء السعودية.. نظن أن الوكالة هي حالياً الجهاز الإعلامي الأكثر مناسبة لاحتضان مثل المراكز.

فلديها قسم يسمى مركز المعلومات.. هذا القسم نشأ منذ ظهورها كجهاز إخباري رسمي للدولة.. يتم في هذا المركز حفظ وأرشفة كل ما بثته وتبثه على مدار الساعة منذ نشأتها قبل ما يقرب نصف قرن..

ماذا لو فكر المعنيون، وقرروا تطوير مركز المعلومات ليصبح مركز معلومات ودراسات.. بل مراكز دراسات متعددة ومتخصصة.
مثلاً: مركز للدراسات السياسية، مركز للدراسات الاستراتيجية، مركز للدراسات المستقبلية، مركز للدراسات الخليجية، مركز للدراسات الاقليمية، مركز للدراسات الدولية.. وهكذا.

ولكي لا يظن البعض أن هناك صعوبة في ايجاد مقرات لهذه المراكز فإن كل مركز منها لا يحتاج في البداية سوى مكتب واحد وسكرتير يرتب وينظم، فيما جهد البحث والدراسة يتم فيه التعاون مع الجامعات والمتخصصين وفق صيغة تعاون متعارف عليها.
وقد يُعْمَدُ إلى عقد حلقات نقاش وورش عمل تُقدَمُ فيها بحوث ودراسات معدة مسبقاً وهنا ستكون الحاجة لقاعة صغيرة واحدة تعقد فيها كل جلسات العصف الذهني لكل تلك المراكز.

إن مراكز الـ (Think Tanks) باتت هي التي تدير العالم فعلياً وترسِمُ تحركات وسياسات واستراتيجيات الدول والمجموعات الدولية تجاه مختلف القضايا ولمواجهة الأزمات التي تمرُ بالعالم وهي من تُعطي المشورة في علاقات الدول.
ومراكز التفكير (Wass Think Tanks) إنْ كُتِبَ لها الظهورُ سوف تسدُ جوانبَ عديدةً في احتياج الوطن في ميدان الدراسات.. بخاصة أنها تنطلق من جهاز إعلامي رسمي يحظى بالمصداقية والثقة ويُقَدِمْ صحة المعلومة ومصداقيتها على أي عامل آخر.. وهي صفات (أي المصداقية والثقة) يعرفها جيداً كل من عمل في ميدان الصحافة والإعلام.. فالخبر الذي تبثه (واس) لا يشك أي صحفي في صحته ومصداقيته.. وكل تلك عوامل تدعم الفكرة التي نتحدث عنها في هذا المقال.

نعتقد أن الوكالة تعد حالياً الجهاز الإعلامي الأكثرُ مناسبة لاحتضان مثل هذه المراكز مستفيدة من خبرات متراكمة طويلة في التعامل مع المعلومات والتقارير والدراسات وإعدادها وصياغتها ووضعها في قوالب قابلة للفهم.

إن المقترح يقوم على أن تحتضن مراكز التفكير (Think Tanks) المنتظرة لا أن يقوم محررو (واس) أنفسهم بالدراسات لأن لديهم ما يشغلهم من مهمات أبرزها جمع وتحرير وإنتاج الأخبار على مدار الساعة.. ولأن الدراسات والأبحاث والتفكير لها باحثون تخصصوا فيها.. فيما مهمة (واس) في هذا المقترح تقوم على احتضان هذه المراكز وإدارتها إلى أن تصلَ كل دراسة وكل بحث إلى مرحلتها النهائية، ومن ثم يتم رفعها للجهة المعنية عن طريق مركز (واس) للدراسات.

ogaily_wass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *