اجتماعية مقالات الكتاب

وسائل التواصل الاجتماعي سلاح مدمر

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي طريقة للحياة الحديثة بل عنصرًا أساسيًا بمجتمعنا وهو أمر موجود ومستمر سواء أحببنا ذلك أم لا؛ يميل الكثير من الناس للتغاضي عن الجانب الضار والخطير لوسائل التواصل الاجتماعي؛ منذ انتفاضة وسائل التواصل ارتفعت قضايا الصحة العقلية والعاطفية ومخاوف السلامة والخصوصية والضغط الاجتماعي بشكل كبير بين الأفراد بالمجتمع؛ هذه العوامل ليست خطرة فقط على الأفراد لكنها مدمرة للمجتمع ومستقبله ككل.

يميل الكثير من الناس للتغاضي عن سلامتهم وخصوصيتهم عندما يتعلق الأمر بمنصات التواصل؛ غالبًا ما تحتوي المنصات على الكثير من المعلومات الشخصية كأعياد الميلاد والتعليم ومن هم أصدقاؤك وأفراد عائلتك وصورك وحتى عنوانك أو رقم هاتفك؛ يتم إدخال المعلومات عن طيب خاطر من المستخدم لكن كثيرًا من المستخدمين لا يفكرون في كثير من الأحيان في المخاطر المحتملة للقيام بذلك؛ نظرًا لأن جميع هذه المعلومات الشخصية يمكن الوصول إليها من قِبل أي شخص تقريبًا ومن السهل سرقتها أو استخدامها ضدك.

أصبحت مشاكل الصحة العقلية والعاطفية على نحو متزايد بسبب تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل وأصبح الاكتئاب والقلق بالإضافة إلى اتجاه إيذاء الآخرين أكثر شيوعًا؛ يقضى الناس من 7 إلى 11 ساعة يوميًا على وسائل التواصل وهو ما يزيد كثيرًا عن الحد الأقصى المتاح به وهو ساعة إلى ساعتين؛ التعرض الشديد لتلك الوسائل يخلق مشكلات من قلة نوم لاكتئاب وتسلط والعديد من الأمراض؛ قد يجادل الكثير بأن وسائل التواصل مفيدة للمجتمع حيث تتيح التواصل على نطاق واسع وتساعد أجهزة إنفاذ القانون وتعزز الحملات الوطنية ؛

لكن تأثيرات وسائل التواصل تعتمد جميعها على كيفية استخدام المستخدم لتلك المنصات بمعنى أن وسائل التواصل لا يمكن أن تكون خطيرة أو ضارة إذا كنت تستخدمها بشكل صحيح لكن ما هي الطريقة الصحيحة للاستخدام؟ نظرًا لعدم وجود طريقة صحيحة حقًا لاستخدام منصات التواصل ولكل الجوانب السلبية لاعتبارها مشكلة أو مصدر قلق ثانوي يجب على المستخدمين استخدامها بشكل مسؤول من أجل إنشاء منصات وسائط اجتماعية آمنة؛ قد يكون من المستحيل تحقيق بيئة وسائط اجتماعية آمنة تمامًا نظرًا لأن الإنترنت لا ينام أبدًا ويمكن للمبتز دائمًا الاختباء خلف شاشة لإخفاء هويته؛ وهو ما يعلمنا بأن وسائل التواصل نفسها قد لا تكون مفيدة كما يعتقد المجتمع لأن أي بؤس بشري تمت دراسته سواء كان اكتئابا أو سمنة أو تعاطي مخدرات كان ربطه بالنهاية بوسائل التواصل؛ وسواء أحببنا ذلك أم لا فإن وسائل التواصل الاجتماعي موجودة لتبقى ولا عودة للوراء بها إلا فقط من خلال المستخدم نفسه الذي بإمكانه تدمير حياته بيده أو محاولة التغاضي عن دخول تلك المواقع بشكل يومي والاكتفاء بتهميشها كجزء ثانوي حفاظاً على خصوصيتهم وسلامتهم.

NevenAbbass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *