نعم.. هُبّط كبيرهم إلى الدرجة الأولى، ولكنه ارتفع وارتقى أكثر في أعين وقلوب محبيه، ولم تُوأد فرحتهم، بل ولدت من جديد لقناعتهم بعشقهم الكبير ولمعرفتهم التامة بأن الكبير لا يمكن أن يصغر، وما حدث من فشل، هو فشل شخصي من زمرة فاشلة تولت النادي بالقانون ونفذت بدقة متناهية مشروعا ممنهجا؛ حتى تحقق لهم ما أرادوا، ولأن من تولى إدارة النادي المليوني والملكي فشل فشلاً ذريعاً عندما تُشرع قوانين الكرة في دولة عظيمة كالمملكة ويتلاعب شلة استراحات بكيانات وتاريخ عميق بنيت عليه رياضة وطن، وكان الواجهة لكل الأحداث الرياضية التي سلطت الضوء على رياضتنا؛ بل إن من أسس الرياضة السعودية هو من بنى هذا الصرح وآمن به، ومن خلاله وعلى خطى هذا النادي العريق سارت الفرق الأخرى.
فالأهلي ناد.. والبقية فرق؛ لذلك هو كبيرهم، وكبير القوم لا يذل، حتى وإن جار عليه الزمن أو أسقطه مرض، ولا يسقط الكبير حتى يسقط قومه، وهذا ما حدث بمجرد انتشار خبر هبوط النادي العريق.
نكرر.. نعم هُبّط النادي الأهلي ولكنها قد تكون الخيرة التي تبعث الروح من جديد وتكون فاتحة الخير التي تزيل النحس الذي لازم النادي في فتراته الأخيرة، وتكون طعنة الحياة التي تبعثه من جديد، فلا يوجد أقوى من بطش العائد من الموت الذي سيعاقب كل من خانه ولن يرحم أحدا، وعودته حتما ستكون قريبة.. وقريبة جدا، وبدايتها بعودته إلى أهله التي بدأت بوادرها تظهر بانضمام صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله الفيصل ابن الرمز الكبير وراعي الرياضة السعودية والنادي الأهلي، وتحديد موعد انعقاد الجمعية العمومية في الـ25 من الشهر الجاري.
لاشك أن المرحلة القادمة هي مرحلة الغربال الذي يقشع الأقنعة ويكشف الوجوه، فلن يبقى إلا من يحب ويعشق هذا الكيان، وهذا ما يحتاجه الأهلي الآن، ولا يحتاج أحداً غيره فالأهلي لأهله وهم من سوف يعيدونه لمكانه الطبيعي، الذي يتجاوز الأربعة الكبار بل هو كبيرهم بدون جدال، أو تزييف، فالتاريخ لايكذب والجغرافيا ربما تتجمل.