عُرف الكاتب والأديب مصطفى صادق الرافعي بإيجابية الفكرية والدينية والاجتماعية – في مصر – ولا ريب انه مخلص الفكر والأدب والعقيدة والعمل المعرفي حيث ان كتبه وآثاره تشهد له بذلك وتؤكد علمه! ايماناً منه في حياته العامة انسانية واسلامية وقد احبه معظم القراء في الوطن الكبير ومجتمعه العظيم.
ففكره ايجابي واسلوبه بليغ وهدفه نبيل شريف وان اشتهر اسمه، وعرفت منزلته، لكنه كان ثابت الجنان، رابط الجأش، مستقيم السلوك والسيرة مرتكز القلب بإيمانه، وعلمه بسعته وخصامه الشخصي والأدبي في الله عز وجل. لذا واجه طه حسين في الشعر الجاهلي، وواجه العقاد في الاعجاز القرآني، ولطفي السيد في الفرعونية، وولي الدين يكن في أوروبيته، وسلامة موسى في الحاده، الأمر الذي وقفه منفرداً وكانت النهاية راجحة له، والنصر معه، والهزيمة لمعارضيه الأكابر إن مثل الرافعي في الجهاد الأدبي كالمجاهد في سبيل الله، لا يخشى لومة لائم، ولا عدوان ظالم رحمه الله، -في الله عز وجل – غاية قصوى، وامل كبير وهدف قاصد، وسبيل مبينة، وايمان عميق ويقين صادق وعلم نافع، وادب رفيع.
ولقد كتبت عن الرافعي هذا كثيرا في مؤلفاتي وكتبي وفي مقالاتي في الصحف والمجلات الداخلية وفي الخارج وكان آخرها في صحيفة (الندوة) المكية على عهد رئيس تحرير أخي الدكتور عبدالرحمن سعد العرابي مد الله في عمره، وكان عنوان مقالتي هذه: (ويزداد حب الرافعي).. حيث بينت في هذه الكلمة المقتطفة ازدياد عدد قراء الرافعي في عالمنا الكبير، واخيرا عند آخر نسخة من معرض جدة الدولي للكتاب، شهدت شاباً صغيراً يسأل عن كتب الرافعي، فاستغربت وسألته أي سألت هذا الصغير في سنه، الكبير في سؤاله: وما أدراك بالرافعي أيها الغلام؟ أجابني: منذ زمن وأنا اقرأ له فلله الحمد من قبل ومن بعد.