الدولية

السودان.. العنف يتمدد في الشرق

الخرطوم – البلاد

تمددت أعمال العنف القبلي في السودان لتشمل منطقة كسلا شرق البلاد بعد أن كانت محصورة في منطقة النيل الأزرق، وتسبب في مقتل العشرات وإصابة المئات، بينما أعلن النائب العام تشكيل لجنة تحقيق في أعمال حرق ونهب لمقرات حكومية ومقتل مدنيين أبرياء.
واحتجاجاً على مقتل أهلهم في النيل الأزرق، أغلقت مجموعة من قبيلة الهوسا، أمس (الاثنين)، الطريق الواصل بين منطقة القضارف والعاصمة الخرطوم، كما أغلق المحتجون أيضاً جسر القاش في كسلا الذي يربط القادمين من خارج الولاية إليها، بالإضافة إلى حرق جزء من أمانة الحكومة ومكاتب المحلية في كسلا.

وبدأت الأحداث عندما اندلعت اشتباكات منذ عدة أيام بين قبيلتي الهوسا وألبرتي في مناطق الروصيرص وقيسان، أدت لمقتل مزارع في منطقة قيسان قبل أن تتسع رقعة العنف وتدمير الممتلكات في الولاية، حيث اندلع النزاع القبلي بعد خلاف حول إنشاء إدارة محلية الهوسا، فيما قُتل ما يزيد على 60 شخصاً، وأصيب 150 آخرون في الاشتباكات في الولاية الجنوبية الشرقية الواقعة بالقرب من الحدود مع إثيوبيا، وفقا لمسؤولين سودانيين والأمم المتحدة. وقالت السلطات إنها ستعزز الوجود الأمني في الولاية وستحقق في الاشتباكات، معلنة حظر تجول في بلدتين. وأضرمت مجموعات قبلية النيران في عدد من الأسواق والمحال التجارية والمباني الحكومية والخدمية في مدينة كسلا التي تبعد نحو 500 كيلومتر إلى الشرق من الخرطوم؛ وسط أعمال عنف وفوضى عارمة في كافة أطراف المدينة التي تقطنها عدد من المجموعات القبلية، فيما حاولت قوات الأمن الموجودة في المدينة التصدي لأعمال العنف تلك؛ لكن محلل أمني بارز قال وفقا لسكاي نيوز إن الاستقطاب القبلي الكبير الذي شهدته البلاد خلال الفترة الأخيرة إثر كثيرا على كفاءة الأجهزة الأمنية وقدرتها على حسم تلك المشكلات.

وقال عضو في لجنة خدمات مدينة الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق، إن مجموعة من الشباب تسعى لمساعدة الضحايا في ظل أوضاع أمنية وإنسانية بالغة التعقيد، موضحا أن القتال ينتشر الآن في أربع مناطق من الإقليم الذي تسكنه مجموعات عرقية مختلفة، بينما حملت لجنة أطباء السودان المركزية الأجهزة الأمنية مسؤولية تدهور الأوضاع لعجزها عن حماية السكان والممتلكات.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، قتل أكثر من ألف شخص في إقليم دارفور بسبب نزاعات مسلحة تأثرت بها العديد من مناطق الإقليم الذي يشهد منذ العام 2003 حربا أهلية راح ضحيتها أكثر من 300 الف قتيل وأدت إلى تشرد نحو 2.5 ملايينن معظمهم من الاطفال والنساء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *