الدولية

المملكة وأمريكا.. رؤى مشتركة لمكافحة الإرهاب

 جدة – البلاد

تتميز العلاقات السعودية – الأمريكية بمتانتها وعمقها على كافة المستويات، خصوصا السياسية، مع سعيهما الدائم لتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم، في ظل رؤى متطابقة لمكافحة التطرف والإرهاب عبر شراكة راسخة على مدى ثمانية عقود، تحقيقا للمصالح الكبيرة المشتركة في كافة المجالات، التي تعكس حرص القيادة بين البلدين الصديقين على تعزيز الشراكة الاستراتيجية.
وتشهد العلاقة بين البلدين مرحلة مهمة لمواجهة التحديات المهددة للاستقرار الإقليمي والعالمي، بينما تكتسب زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة أهمية خاصة؛ كونها البلد العربي الوحيد الذي سيزوره خلال زيارته لمنطقة الشرق الأوسط؛ مما يعكس الأهمية البالغة التي تنظر بها قيادة الولايات المتحدة للمملكة ودورها الحيوي في تعزيز أمن واقتصاد المنطقة والعالم، في تأكيد على المكانة التي تحظى بها السعودية عالميا من واقع ثقلها السياسي وعلاقاتها المتينة مع مختلف دور المنطقة والعالم، ما يجعلها محط أنظار الجميع.

تنسيق مشترك
وتهتم قيادتا المملكة والولايات المتحدة برفع التنسيق إلى أعلى مستوياته لمجابهة التحديات المختلفة، تعزيزًا للنهج الثابت الذي تتميز به العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، والحرص المشترك على مواجهة التحديات والمخاطر التي تتعرض لها المنطقة وتؤثر على الاستقرار الإقليمي والدولي، وذلك للمعطيات العديدة التي تشكل الأهمية الاستراتيجية للتعاون والتنسيق وتعزيز الشراكة الاستراتيجية وتتمثل في: توافق رؤية كل من الرياض وواشنطن تجاه أهمية ردع سلوكيات إيران المُزعزعة لأمن واستقرار المنطقة والعالم، وتحييد خطر الميليشيات الإرهابية المدعومة من طهران، وهو ما يجعل من استمرارية التواصل والتنسيق على أعلى المستويات أمرًا بالغ الأهمية في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.

اهتمام عالمي
تلعب الرياض وواشنطن دورا محوريا في جهود تعزيز الأمن والسلم الدوليين، انطلاقًا من مكانتهما السياسية والأمنية لتحقيق مصالح شعوب العالم، لذلك تنظر جميع الدول باهتمام كبير إلى العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية؛ كمرتكز أساسي لتعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم، لما يُشكله البلدان من ثقل سياسي كبير وتمتعهما بعلاقات مميزة مع الدول الأخرى، ما يدعم جهود السلام في مختلف البلدان التي تعاني من النزاعات.
هذه الركائز والقواسم المشتركة القوية في العلاقات السعودية – الأمريكية، يعززها إيمان البلدين الصديقين بأهمية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية تماما من أسلحة الدمار الشامل، وهي الرؤية التي ينطلق منها البلدان في سعيهما، بأن يضمن أي اتفاق نووي مع إيران عدم تمكنها من إنتاج قنبلة نووية؛ تجنيبا للمنطقة سباق تسلح سيكون الخاسر فيه أمن واستقرار المنطقة والعالم.

دعم جهود التحالف
تدعم الولايات المتحدة الأمريكية جهود المملكة، من خلال قيادتها للتحالف العربي في تحقيق أمن واستقرار اليمن، وجهود الحل السياسي، وإنهاء العمليات العسكرية، من خلال ما تضمنته مخرجات اتفاق الرياض، وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي وتسلمه السلطة، بما يساعد في تخطي الأزمة الحالية وعودة الأمور إلى نصابها، بينما تُعد مكافحة التطرف والإرهاب في العالم من أهم أوجه الشراكة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية؛ وقد أسهم التعاون الثنائي المميز في هذا المجال في تحقيق العديد من المكتسبات المُهمة في دحر التنظيمات الإرهابية؛ مثل تنظيمي (القاعدة) و(داعش)؛ وتحييد خطرها على أمن واستقرار المنطقة والعالم.
وتدعو المملكة بشكل دائم جميع الدول إلى تعزيز التعاون الدولي بحزم ضد الإرهاب الدولي العابر للحدود واتخاذ تدابير عاجلة وفعالة للقضاء على هذه الآفة، كما تتعاون بشكل وثيق في مكافحة الإرهاب وتمويله ومكافحة التطرف العنيف مع الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، ومع هيئات الأمم المتحدة، إذ قامت السعودية منذ العام 2002م بتشكيل لجنة وطنية دائمة تُعنى بتنفيذ ومتابعة قرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب وتمويله، وتنسيق السياسات الوطنية بهدف التنفيذ السريع والفعال لقرارات مجلس الامن ومنها القرار (1373) والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

القضاء على الإرهاب
ساهمت المملكة في تقديم مبادرة إنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب (UNCCT) ودعمه بــ 110 ملايين دولار، وترؤس مجلسه الاستشاري، ودعم سعي المركز للتميز كأحد أنجح بيوت الخبرة في دعم بناء قدرات الدول الأعضاء في تدابيرها لتنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، فيما تعهدت المملكة بدعم مكتب الأمم المتحدة لتحالف الحضارات بمبلغ ثلاثة ملايين دولار انطلاقا من إيمان الرياض القوي بالدور المهم للأمم المتحدة في تكريس ثقافة السلام والتسامح كأفضل طريقة لمواجهة الإرهاب ورسائل الكراهية والعنف المصاحبة له.
وتشارك المملكة التقييمات والمعلومات اللازمة عن الإرهاب وتطوره، والمخاطر الناشئة، مع العديد من الدول والمنظمات، من خلال الاجتماعات الثنائية أو الإقليمية أو الدولية. ولإيمان المملكة بأن أهم قواعد وآليات محاربة ومكافحة الإرهاب تقوم على التعاون المعلوماتي، فقد قامت بمشاركة جميع أسماء السعوديين الإرهابيين المشاركين في الخارج بما في ذلك بياناتهم ومعلوماتهم البيومترية مع الدول حرصاً منها على أمن العالم أجمع، مهيبًا بالدول أن تحذو حذو المملكة، كما تعتبر المملكة مؤسس ومستضيف لمركز استهداف تمويل الإرهاب منذ العام 2017م، وعضواً مؤسساً في التحالف الدولي لمحاربة “داعش” وتترأس مجموعة عمل التحالف لمكافحة تنظيم داعش (CIFG)، كما أنها عضو مؤسس في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب (GCTF)، والتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب “IMCTC”، بهدف مساهمة المملكة في الجهود الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *