مقالات الكتاب

ماذا لو؟

بعد مُضِيّ عقدين من عمري باغتني كابوسٌ فظيع، حينها كانت الأمنية الوحيدة إيقاظي منه بأي طريقة، استمر الكابوس أيامًا طويلةً حتى تنبأت بأنني لم أنم في الأصل ليداهمني.

كنت واعيًا طيلة تلك الفترة، وعلمت بأن أحلام المنام أرأف وأحن كثيرًا من كابوسٍ تعيشه بعينٍ غير مؤصدة.
كانت تلك الأحزان من فريقٍ ظُلم من أبنائه- إن كانوا كذلك، وكان سبب ذلك الأرق أمانة طُوّقت بها أعناقهم ورأتها العين تسقط من حامليها، كان بي جرح نزَفهُ خنجر الإهمال والتقصير.

بعد أن جَهُدَ بصري، وظمأت روحي، وهَزُلَ جسدي، تفرّد عقلي بمشاعري وألقى عليها بعض الأسئلة:
ماذا لو كانت البداية مجدٌ يُرسمُ من الصفر ليصل إلى أثمن الكؤوس؟

وماذا لو كان يعلم الجميع من خان ومن أؤتمن؟
وماذا لو كُشِفَت عثرات السنين التي ذهبت بين الشتاء والصيف دون حصاد؟

ماذا لو كانت تلك التساؤلات حقيقة! ليرى العالم أجمع وقفة جمهور الأهلي مع ناديهم في الحسرة والمسرّة.
ماذا لو كان درسًا للوفاء يصدح به العاشق ويتعجب منه المشاهد ويضغن منه الحاقد؟

ولكن أيتها المشاعر.. هذه هي الدنيا، الأحوال بها متفاوتة، وردود الأفعال تُعطي الدروس.
قد صدحتم مرارًا وتكرارًا بـ (وخلفك نمضي صباح مساء)، فيا أيها العشاق: إن القلعة بحاجة إلى جنودها الآن أكثر من أي وقت قد مضى، لا يهم أين ساحة المعركة لأن الأهم ألّا تسقط الراية.

الكاتب- وليد قشران

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *