أتحدث اليوم عن قضية شائكة وشديدة الأهمية، وهي صناعة النفايات، ولا أقصد هنا تدوير النفايات، بل تفوقنا في إنتاجها وصناعتها في المنازل والأسواق والمكاتب والمصانع والمطاعم الخ.
ليس صعبا أن نرى ونشاهد أكواما وجبالا من النفايات والمخلفات تطفح بها الحاويات في الشوارع الرئيسة والمناطق السكنية في جدة، وتتجمع حولها القطط والفئران بأعداد كبيرة وتتطاير الروائح الكريهة النفاذة منها.
إدارة النفايات والمخلفات، أصبحت علما وصناعة وخدمة ومظهرا حضاريا تتباهى بها الأمم والمجتمعات الحديثة، وتضع لها التشريعات والإستراتيجيات والنظم الرقابية الصارمة والمحفزة ..
وأرى أن المجتمع الذي يعاني ويشكو من النفايات، هو أول المسؤولين والمتهمين والمذنبين في هذه القضية، وشواهد الأحداث الخاصة بالنفايات تؤكد ذلك دون شك.
ويأتي بعد ذلك دور جهات الاختصاص، وهي البلدية والشركات التي تجمع النفايات، وهي أيضا بالضرورة، أهملت دورها في إدارة المشكلة وعجزها التام عن إيجاد الحلول الناجعة التي تحافظ على نظافة البيئة والتخلص من النفايات، والتعامل مع سلوك المجتمع.
تجدر الإشارة الى أننا كمجتمع ومسؤولين في حاجة ماسة إلى إعادة صياغة إستراتيجية النظافة وإدارة النفايات الخاصة بمدينة جدة، آخذين في الاعتبار النقاط التالية:
** إيجاد حلول فعالة لجمع النفايات في حاويات أوتوماتيكية ذكية، تنتشر في الشوارع لجمع النفايات وضغطها وتغليفها وتعقم نفسها ذاتيا، أو تخزن النفايات في حاويات مدفونة تحت الأرض حتي وقت نقلها بواسطة آلية خاصة إلى معامل معالجة النفايات ..
** تصميم برامج رقابية وتحفيزية مالية ومعنوية لكل من يساهم في نشر الوعي والنظافة البيئي، والتقليل من إنتاج النفايات الخاصة به في الحي الذي يسكن فيه.
** زيادة عدد مرات نقل النفايات في اليوم الواحد بالنسبة للأحياء ذات الكثافة السكانية، وأيضا أثناء مواسم الصيف والحرارة والأمطار، وإعطاء مخلفات الطعام الأولوية في نقلها إلى مراكز معالجة المخلفات.
الأفكار والمقترحات كثيرة ومتعددة. فقط نحتاج إلى حلول مبتكرة لمشكلة إنتاج المخلفات وإعادة تدويرها.