البلاد – محمد عمر
نفذت مليشيا الحوثي الإرهابية مجزرة عبر هجوم جوي شنته على مديرية حيس جنوبي الحديدة، ما نتج عنه مقتل طفل وإصابة 7 أطفال ونساء آخرين، أمس (الاثنين)، في جريمة تهدد بانهيار الهدنة الأممية.
وقصفت المليشيا بلدة “الرون” السكنية بالجهة الشمالية من مديرية حيس بطائرات بدون طيار، لتخلف مجزرة في صفوف المدنيين العزل، وذلك في تصعيد جديد ضد مبادرات السلام، فيما قال بيان صادر عن القوات المشتركة: إن جميع الضحايا كانوا من عائلة واحدة، وأن الطفل” أيمن عبده أحمد أبكر” لفظ أنفاسه قبل وصول الفرق الطبية للقوات المشتركة التي هرعت لإنقاذ الضحايا.
ويواصل الحوثيون خروقاتهم ضد الهدنة، بما فيه القصف المتعمد والانتقامي لقرى المدنيين باستخدام الطائرات المسيرة، التي تطلق قذائف عمودية وعشوائية من الجو، فخلال الـ48 ساعة الماضية، ارتكبت مليشيات الحوثي 72 انتهاكًا للهدنة الأممية في جبهات الساحل الغربي؛ منها 48 خرقًا في محور حيس جنوبي الحديدة، و24 خرقًا في محور البرح غربي تعز.
وطالبت الحكومة اليمنية، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإلزام ميليشيا الحوثي وداعميها بتنفيذ بنود الهدنة الأممية السارية دون تسويف، أو إدانتهم بشكل صريح، وذلك خلال اجتماع لمجلس الوزراء اليمني، بالعاصمة المؤقتة عدن، الذي وقف أمام استمرار خروقات ميليشيا الحوثي للهدنة في عدد من الجبهات، وتنصلها عن تنفيذ التزاماتها، في إشارة إلى رفض ميليشيا الحوثي مقترحًا أمميًا لفتح الطرق في تعز.
واعتبرت الحكومة أن رفض الحوثيين للمقترح الأممي بعد أسابيع من التفاوض، يأتي في سياق ما وصفتها بـ”سياسة كسب الوقت”، التي تنتهجها الميليشيا وتحشيدها المتواصل للجبهات استغلالًا للهدنة، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، معتبرة أن هذا السلوك غير مقبول، وسيتم مواجهته بكل الطرق.
وفي فصل جديد لجرائم الحوثي استباحت المليشيا أملاك اليمنيين، ولم تتورع عن انتهاك حرمات المواطنين، والسطو على مقدراتهم؛ إذ شهدت محافظة حجة عملية سطو على ممتلكات سكان المحافظة من الأراضي والعقارات التي استأجروها بوثائق قانونية من الدولة قبل عقود. وقالت مصادر محلية وقبلية: إن أذرع مليشيا الحوثي، الممثلة في الأوقاف وأراضي وعقارات الدولة تنفذ عملية إحلال واسعة في مساحات كبيرة من أراضي الأوقاف وعقارات الدولة لصالح قيادات حوثية وموالين للمليشيا.
وقالت المصادر: إن المليشيا الحوثية تجبر المنتفعين بأراضي وعقارات الدولة وأراضي الأوقاف التي استأجروها منذ عقود، على التنازل عنها لصالح قيادات حوثية وعناصر أخرى موالية لها. وأشارت إلى أن المليشيا الحوثية بدأت عملية إحلال لعناصرها وقياداتها بدلا عن المنتفعين بالأراضي من السكان في 5 مديريات، إضافة إلى عاصمة المحافظة حيث تستهدف جميع مديريات المحافظة البالغة 31 مديرية.
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم المنطقة العسكرية السادسة العقيد ربيع القرشي لـ”البلاد”: إن تحالف دعم الشرعية يقدم الدعم والمساندة للجيش الوطني فى معركته ضد المليشيا الحوثية الإرهابية التي تواصل جرائمها الإرهابية تجاه المواطنين، مبينًا أن الجهود السعودية رائدة فى خدمة اليمن ودعم الجيش اليمني والمعركة الوطنية على كافة المستويات.
ولفت العقيد القرشي، إلى أن انتهاكات الحوثي مستمرة في مختلف جبهات المنطقة العسكرية السادسة بتحشيد غير مسبوق إلى تلك الجبهات بالآليات والمدرعات العسكرية، يقابله التزام تام بالهدنة المعلنة من قبل قوات الجيش الوطني. وأضاف: “يبدو أن المليشيا تحاول إحداث أي اختراق، لكن قيادة المنطقة العسكرية السادسة تعلن الجاهزية الكاملة والاستعداد القتالي العالي ورفع حالة التأهب القصوى على امتداد مسرح العمليات العسكرية بالمنطقة في حال حدوث أي تحركات، أو محاولات اختراق من قبل المليشيا الحوثية”.