رياضة مقالات الكتاب

الحلم الدوري والواقع حمدالله

ما بين الحلم والواقع لحظة قد خلطت كل الأوراق، وغيرت جميع الحسابات فبعد أن كانت عبارة (تمشي كدا كدا) تتسيد المشهد الرياضي وتجسد فيه روح الحركة الاجتماعية مع كل فعل أو ردت فعل استقاءً من الأهزوجة الشهيرة التي أطلقاها المدرج العظيم لنادي الاتحاد مبتهجاً بتصدر فريقه طوال الفترة الماضية من جولات الدوري.
لكن سرعان ما انعكست هذه العبارة إلى كابوس يجتاح كل الأحلام الاتحادية ويعكس واقعا لم يكن بالحسبان ولم يتخيله أسوأ المتشائمين، بعد التعثر في ثلاث مباريات متتالية واحدة؛ إحداهما من المنافس الهلال وأخرى غيرت “بوصلة الدوري ” وفق قول رئيس الطائي.

من هنا انكشف الحال وفُقدت الصدارة رسمياً. ومن وجهة نظري، الاتحاد خسر الدوري قبل أن يخسره، منذ خسارة كأس الملك التي مرت على الفريق مرور الكرام وكأنه لم يخسر بطولة كانت في المتناول؛ لتستمر بعد ذلك القرارات الإدارية الخاطئة فيما تبقى من الدوري التي انعكست سلباً على أداء الفريق فنياً مما أفقده صدارة الدوري.
قبلها خسر الاتحاد البطولة العربية التي نتج عنها إقالة الجهاز الفني للفريق آنذاك وعاد مجدداً ليفشل في عدم الحصول على الرخصة الآسيوية التي كانت ستمنح الاتحاد أحقية اللعب بين جمهوره؛ كونها بنظام التجمع على ملاعب المملكة هذا الموسم وذلك مما يسهل عليه مهمة الوصول لدور الـ16. إضافة إلى فشل إدارة الاتحاد في الحفاظ على نجوم الفريق كفواز القرني المنتقل للشباب، وسعود عبدالحميد، وعبدالإله المالكي للمنافس الهلال.

مع كل هذه التحولات لا يمكن أن نتجاهل الصفقة التي أحدثت الكثير من الضجة الإعلامية والجماهيرية؛ بل وصل الأمر إلى القضاء الرياضي الدولي، ألا وهي صفقة المغربي حمدالله، التي قد يدفع ثمنها نادي الاتحاد أولاً ومن تسبب بها في حال ثبوت ما نسب إليه من تسجيلات تحريضيه وفق ما ذكره بيان النصر.
ومع كل هذه التفاصيل شاهدنا تراجعا فنيا كبيرا للاعب خلال الثلاث مباريات الأخيرة التي لم يستطع التسجيل فيها وإهداره الكثير من الفرص، ويرى البعض من عشاق المونديالي أن الإدارة لم توفق في هذه الصفقة؛ لما حملته من إثارة، بناء على مسيرة اللاعب مع منتخب بلاده والأندية التي احترف بها في النرويج والصين وقطر، وأخيراً مع نادي النصر التي انتهت أغلبها بخلافات إدارية، الأمر الذي قد يؤثر على الفريق بشكل عام.
كل هذه الإخفاقات الإدارية والأخطاء المتكررة وعدم تحقيق البطولات وفقدان الصدارة وخروج النجوم من الفريق وتغيير المدربين، انعكس على واقع الفريق فنياً وسيخرج من موسمه صفر اليدين في حال استطاع الهلال الحفاظ على هذه الفرصة الثمينة التي فرط بها الاتحاد.

ولن أإجامل زملاء المهنة إن قلت: إن أغلب إعلام الاتحاد كان شريكا أساسيا في هذه الإخفاقات وعدم تعامله معها بواقعية، مما ساهم بشكل كبير فيما وصل إليه الفريق من خيبة أمل لدى العشاق؛ لذلك كانت الصدمة أكبر بكثير من أن توصف في المشهد الاتحادي لتعيش هذه الجماهير العظيمة الخذلان الذي لم تحسب حسابه، فأحسن الله عزاءهم في مصابهم.
إمضاء:
(قمة الخذلان أن أنهض من نومي متألماً، أتحسس ظهري فإذا بطعنتك قاتلة)
@majedeidan

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *