اجتماعية مقالات الكتاب

الباحثون عن القيمة

لاحظت كثيرا أن ما يصيب الناس من متاعب نفسية، غالبا سببها البحث عن قيمتهم وتحسين صورتهم عند الآخرين، ما جعل البعض يردد بعد أن أصابه الإرهاق والصدمات ” طز ” في نظرة الناس عني .

الأمر ليس مرهقا فقط بل مربكا للحياة، حيث وقعت حالات طلاق كثيرة بسبب ذلك، وتشرد أبناء، بل هناك سجناء خلف قضبان الخوف من تقييم الآخرين لهم، يعيشون في دوامة القلق والتوتر.

صحيح.. نحن نعيش داخل مجتمع وتربطنا علاقات نهتم بها، لكن ليست هي من يجعل لنا قيمة وكرامة داخل أنفسنا؛ لأن الله الذي خلقنا وهبها لنا من فوق سبع سماوات،

فلا نحتاج الدليل أو العطاء من البشر على كوننا قيمة، قال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) إن من خلقك يقول لك إنك ذو قيمة ومكرم ومفضل على كثير ممن خلقهم، عندما تستشعر ذلك، يصبح لديك اكتفاء وثقة ولا تحتاج لمدح الآخرين ولا تهتم بشتمهم، فكل شخص يمثل أخلاقه.

منذ بدء الخليقة، عاش مليارات البشر على سطح هذه الأرض، وهناك عدة مليارات من الناس الآن يعيشون على سطحها، لكن لم يكن هناك، ولن يكون نسخة أخرى من شخصك أنت. من فضلك عليك أن تفهم ذلك.

عبرت عن ذلك المعنى سيدة أعمال أمريكية عندما قالت: “إنك شخص ذو قيمة؛ لأن الله لا يخلق إنسانا لا قيمة له، وبمجرد أن تعرف قيمتك التي خلقك الله بها، لا يكون عليك أن تحاول أن تظهر للعالم قيمتك ومدى أهميتك”.

فاصلة:
عندما تشعر من داخلك صدقا أن قيمتك ليست عند أحد، بل هي هبة من الله، يجب أن تحافظ عليها، من خلال أن تكون على حقيقتك دون تصنع، حينها سوف تشعر بالسلام والحرية. يقول مصطفى محمود: “قيمة الإنسان ونجاحه أن يكون في مكانه اللائق وأن يكون نفسه دون أن يمثل، ودون أن يلبس ثوبا غير ثوبه، أو يدعي دورا لا يتقنه”.

Faheid2007@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *