اجتماعية مقالات الكتاب

«أرخصوه أنتم»

ارتفاع الأسعار الذي طال دول العالم، ونشهده باعتبارنا جزءا من هذا العالم، ظلم يصبح حكرا على سلعة معينة، فقد طال كثيرا من السلع؛ لذلك تتقاذف المجتمعات الأحاديث في إطار الحلول للتغلب على المعضلة، فارتفاع الأسعار الذي تشهده الأسواق العالمية، لا بد أن ترافقه توعية تعزز دور المستهلك في كبح جماح ارتفاع الأسعار؛

بل قد يصل هذا الدور إلى المساهمة في تخفيضها متى ما نمينا ثقافة المقاطعة، التي طبقت في صدر الإسلام، وبالتحديد في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وذلك عندما أتاه الناس يشتكون من غلاء اللحم، فقال لهم: ” أرخصوه أنتم ” فاستغرب الناس من رده، رضي الله عنه، فقالوا له: كيف نرخصه ونحن لا نملكه؟ فقال: اتركوه لهم. فكانت هذه أول دعوة لخلق توازن سوقي، وهي بكل تأكيد أحد أهم الوسائل لتخفيض الأسعار، ومن الوسائل التي تساهم في خفض الأسعار، البحث عن البديل خاصة أننا في وطن، وفر- بحمد الله- كافة وسائل الراحة، فمن تعود على شراء نوع معين من الحليب مثلاً يستطيع أن يجد بديلاً وبسعر يختلف عن ذلك النوع والأمر يمكن تطبيقه على باقي السلع، كذلك يجب علينا الحرص على مراقبة الأسعار، ومعرفة ما يستجد من الإعلانات التي توضح مؤشر السلع الذي يختلف بين الحين والآخر سواءً بالارتفاع وهو الغالب، أو الانخفاض.
وعلى الجهات الرقابية أن تكثف من متابعتها وتوضح للجهات العليا العوائق، والوضع يندرج على مراقبي وزارة التجارة، فعليهم دور كبير خاصة ما يتعلق بالتشهير بكل من تسول له نفسه رفع الأسعار بهدف المطامع، وتوجد عدة أنظمة توجب التشهير بهؤلاء التجار الذين يرفعون الأسعار متناسين أن هؤلاء المواطنين من أوصلهم إلى هذا الثراء. “أرخصوه أنتم ” حملة لا بد أن تبدأ من كل منزل لتكون النتيجة أسعارا في متناول الجميع، وكلنا في خدمة الوطن.

naifalbrgani@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *