ما نشاهده في البرامج الحوارية في بعض القنوات العربية يخرج عن السياق الموضوعي عن أدبيات الحوار، ويتحول بقدرة قادر إلى شتم وسباب ومهاترات وملاسنات بين ضيوف تلك البرامج، وفي كثير من الأحيان إذا اشتد الجدل ترفع أيادي المتحاورين لاستخدام آلة الضرب دون الأخذ في الاعتبار ضرورة احترام المشاهد، خصوصا أن الضيوف على الهواء مباشرة،
ومما يزيد الطين بلة، أن يصنف الضيوف على أنهم من الشخصيات العامة التي ينبغي أن يتحلوا بسلوك أخلاقي عال، وأسلوب حضاري في المناقشة التي تلتزم بأدب الحوار، وثمة ظاهرة تتهم العرب بالأصوات المرتفعة في كل اجتماع حواري بينهم. وفي بعض جلسات النواب العرب تحت قبة برلماناتهم ترتفع الأصوات وتحتدم إلى درجة الشتم والسباب وتستعر حدتها للضرب، دون اعتبار لمكانة المجلس النيابي، واحترام قيم الأخلاق السياسية وأعرافها وقوانينها المتعارف عليها دوليا، ولكن للأسف الشديد” الخروقات تحدث وتنتهك أدبيات الحوارات وفنونها. ويحدث في الغرب مثل ذلك ولكن في إطار ضيق لا يبلغ ذروته كما يحدث عبر قنواتنا الإعلامية والسياسية.
إنما الأمم الأخلاق فإذا ذهبت لم يبق لنا وجود علي خريطة السلوك الإنساني وانحدرت بنا المعايير الإنسانية، وأصبحنا نعيش في فراغ ندفع ثمنه من قيمنا على خلفية ” لا أخلاق ولا أدب” ولا حياء نتمسك به” الاختلاف في الأمور العامة شيء طبيعي ومقبول، ولكن لاينبغي على أحدنا تجاوز الخطوط الحمراء، ومصادرة حرية الرأي الآخر، فهذا ما يفرضه المنطق والعقلانية. علينا أن نعيد حسابتنا ونقومها وفق نظرية جلد الذات.