الدولية

غضب أمريكي – أوروبي على تصرفات إيران

واشنطن – البلاد

حالة غضب أمريكية – أوروبية كبيرة من تصرفات إيران تجاه الاتفاق النووي، ما جعل الولايات المتحدة ودول أوروبا توجه سهام نقدها لطهران، محذرة من أن فرص العودة إلى الاتفاق تتقلّص لحد بعيد، في إشارة إلى أن نظام الملالي قد يعاني في الفترة المقبلة من عقوبات إضافية ستفرض عليه نظير مماطلته في تنفيذ مطلوبات الاتفاق النووي، وذلك مع بدء أعمال اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس (الإثنين)، في ظل تعثر المحادثات الرامية لإحياء لاتفاق 2015.

ويدل مشروع القرار الذي أعدته الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، على نفاد صبر هذه الدول في وقت يحذّر دبلوماسيون من أن فرص إنقاذ الاتفاق النووي تتضاءل، بينما يجتمع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى الجمعة في فيينا. وفي حال تم تبني القرار الذي يحض طهران على “التعاون الكامل” مع الوكالة، فستكون هذه أول خطوة من نوعها تلقي باللوم على إيران منذ يونيو 2020. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير مؤخرا، وجود أسئلة لم تحصل على توضيحات بشأنها تتعلق بوجود آثار يورانيوم مخصب عثر عليها سابقا في ثلاثة مواقع لم تعلن إيران بأنها كانت تجري فيها أنشطة نووية.

وقالت الخبيرة لدى رابطة ضبط انتشار الأسلحة كيلسي دافنبورت، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية: إنه لا مبرر لفشل إيران المتواصل في التعاون بشكل ذات معنى مع تحقيق الوكالة، مبينة أن إصدار قرار يوبخ إيران يعد ضروريا لبعث رسالة مفادها بأن رفض التعاون مع الوكالة والإخفاق بالالتزامات المتعلقة بالضمانات سيواجه بعواقب. وعلّقت المباحثات رسميا في مارس الماضي مع تأكيد المعنيين أن التفاهم بات شبه منجز، لكن مع تبقّي نقاط تباين بين واشنطن وطهران، أبرزها طلب الأخيرة شطب اسم الحرس الثوري من القائمة الأمريكية للمنظمات “الإرهابية” الأجنبية، وهو طلب امتنعت واشنطن عن تلبيته، خصوصا قبيل انتخابات منتصف الولاية الرئاسية المرتقبة في نوفمبر القادم. وتدخل السياسة الأمريكية تجاه إيران مرحلة جديدة منذ أسابيع، بتحوّل واضح في موقف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وأعضاء حكومته من النشاطات الإيرانية في الشرق الأوسط والعالم، فبعد أن بدأ بايدن ولايته بإبداء الكثير من حسن النوايا، منتقداً سياسة سلفه دونالد ترمب، خصوصا الانسحاب من الاتفاق النووي، وقرر العودة المتبادلة إلى تطبيق الاتفاق أي أن ترفع واشنطن العقوبات المتعلّقة بالبرنامج النووي مقابل تخلي طهران عن تخصيب اليورانيوم إلى 20 و60 % وتسليم ما لديها، بدأ الشغب الإيراني، حيث تسببت طهران بمشاكل عديدة خلال مفاوضات فيينا، وتعنتت بعدة شروط، منها التزام أمريكي بعدم الانسحاب في المستقبل من الاتفاق النووي، ورفع كل العقوبات الأمريكية، فضلا عن رفع اسم الحرس الثوري الايراني عن لائحة المنظمات الأجنبية الإرهابية وهو تصنيف يضع الحرس إلى جانب تنظيمات أخرى مثل القاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات الشهيرة، وهو ما ترفضه واشنطن قطعيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *