اجتماعية مقالات الكتاب

الدرَاما الإذَاعية

يؤكد خبراء الإعلام الإذاعي، أن أهمية الدراما الإذاعية، هي بمثابة السلاح الناعم، خلال الفترة الراهنة، والمنعطف الحضاري والثقافي، التي تمر به تنمية أجيال الأمة العربية، ونشاركها بعدد من التساؤلات، التي علقت بالذاكرة التاريخية، في حضرة وعي المفكر العربي، الذي قدَّم الكثير بما يعزز دوره، في ثقافة المجتمع، إلاَّ أن المُشكل الحقيقي، زحمة وتضاد الأفكار، وتباين الآراء فيما بينها، في مواجهة المتلقي، مع ما يَدَّعِيه أتباع ذاتية الأنا، وفرضية الرأي الواحد، مهما كانت القيمة الأدبية، التي تحملها أطروحاتهم، ودورهم بالاكتفاء بنقل ثقافة وأيديولوجية الغير فقط، من مجتمعات أخرى لها موروثاتها وثقافاتها وتاريخها، مهما كان التلاقي بين الحضارات، كنظرية مُسَلَّم بها لدى فلاسفة الفكر، سواء كان مفكراً شرقيا أو غربيا، ومكمن الإشكالية لذلك الناقل، إعطاء نفسة الأحقية، بأن اقتباسه أصبح حقا مكتسبا ينتسب إليه.

الصديق الأديب الروائي، والمخرج بالإذاعة المصرية، رضا سليمان، ذكر في إحدى حواراته الصحفية، التي حملت عناوين بارزة ومؤثرة، تحمل تجربة ثرية في الرواية، والإخراج الإذاعي، بأن ذلك السلاح الناعم، وما يتعلق بمستقبل الدراما الإذاعية، والمعاناة التي تعيشها، في ظل غياب الدعم الرسمي، واعتمادها على الفتات القليل، من دعم مؤسسات الإنتاج الخاص، عندما تنصب مجمل أهدافها، للربح المادي السريع، وتقليل ميزانيات الإنفاق، على البرامج الأكثر تأثيراً على الرأي العام، لتكون في مستوى معالجة الحدث، والقضايا الاجتماعية الجوهرية، التي يتم تداولها، داعيًا اتحاد الإذاعات العربية، وكليات الإعلام، وخبراء الإخراج الإذاعي، ومؤسسات الإنتاج الرسمي والخاص، لتدارك الأمر، بعمل مؤتمرات وورش عمل، فالأعمال الدرامية، هي المفاتيح الذهبية للثقافة، محليًا وعربيًا وعالميًا، تشكل وجدان الشخصية العربية، وحضارة الماضي والحاضر والمستقبل، والسياج الأمن للثقافة الأصيلة.

لم يفاجئني الحوار! لما يمتلكه المخرج الإذاعي، من دراية كافية، وخلفية تامة لهموم وآمال وتطلعات الأعمال الدرامية الإذاعية، واضعاً آماله في الإذاعات الخليجية، والعربية بالشمال الأفريقي، والدور التاريخي للإذاعات المصرية، واختلف كثيراً مع ما ذكره أ. رضا في حواره الصحفي، لأتساءل عن دور الإذاعات العربية، التي يزيد عمر أقدمها تاريخياً لما يقارب التسعين عامًا، وأغزرها خبرة وإنتاجًا، ألم يكن لديها فريق تسويق؟ لبيع إنتاج برامجها الإذاعية، وتبادل البرامج المشتركة، أو أنها تتم في إطار من التَّعاون دون مقابل مادي، فلعل الأمر يتطلب إقرار ميزانية سنوية، تساهم فيها البنوك والشركات، العاملة بالدول العربية، بما فيها الشركات الأجنبية، مقابل مساحة من الإعلان، ليكون لاتحاد الإذاعات العربية، أصول مالية ثابتة، تستثمر مواردها للتدريب وإنتاج الدراما الإذاعية.

abumutazzz@gmail.com‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *