اجتماعية مقالات الكتاب

جمعية للمتقاعدين (3)

مؤلم أن يكون منتهى طموح المتقاعدين من جمعية قارب عمرها عشرين عاماً، هو قروبات واتساب.. أو رحلات (كشتات) يدفعون هم ثمنها مضاعفاً.. أو لقاءات في ديوانيات تبرع بها أصحابها، أو تكفّل بها رجال أعمال، أو ضيافات مبسطة تكفّلت بها شركات أطعمة..

مؤلم أن يرضى المتقاعدون أن تُمرر عليهم اجتماعات ويطلب منهم التصويت على أمور لا يعلمون عن تفصيلاتها شيئاً.. مؤلم أن ترغب عضو في مجلس إدارة جمعيةٍ للمتقاعدين الاطلاع على محاضر اجتماعات مجلس الإدارة وعلى التقرير المالي فتُمنع من ذلك، وعندما تُصِر على طلبها يتم تقديم شكوى ضدها لدى قسم الشرطة.. مؤلم أن يتهموا هذه السيدة أنها تريد اطلاع الرئيس السابق على المحاضر والبيانات.. فأي شيء يخافون منه وراء هذه الخشية وهذا المنع غير المبرر.. مؤلم أن تطلب سيدة عضو في الجمعية الحديث فيتم قمعها بصورة مهينة والتعدي عليها لفظياً؛ بل وتعمد سحب جهاز المايكروفون منها بطريقة لا تُقبلُ في عالم الأسوياء..

مؤلمٌ أن يكون في العاصمة نصف مليون متقاعد لا ينتسب منهم لهذه الجمعية سوى مئات ولا يحضر جمعيتها العمومية سوى أقل من أربعين عضواً.. مؤلم أن يرى المتقاعد أناساً دخلوا مجلس الإدارة كتلة انتخابية مع رئيس، ثم أمطروه شكاوى لدى الوزارة المعنية فيضطر هو للاستقالة ويبقون هم وكأنهم لم يكونوا معه في مجلس الإدارة منذ البداية.. مؤلم أن تُعْقَد الجمعية دون حضور محاسب قانوني خارجي محايد يقدم تقريراً يحكي الواقع الفعلي وليس ما تريده الإدارة.. مؤلم أن يرى المرء الدولة كلها تسعى للتوطين وتوظيف أبناء وبنات الوطن فيما جمعية للمتقاعدين بالرياض توظف ثلاثة وافدين (محاسب، فني تقني، موظفة شاي وضيافة).. فكيف تم توظيف هؤلاء؟ ووفق أي نظام جرى التعاقد معهم؟ وهل حصلت الجمعية على موافقة الوزارة المعنية على توظيفهم؟

ومؤلم أن تقف فتاة مواطنة تعمل في الجمعية تطالب برواتب ستة أشهر متأخرة فيرد رئيس الجمعية بأنه ليس لها سوى رواتب ثلاثة أشهر فقط، وأن عليها أن تذهب للرئيس السابق لتأخذ منه رواتب الأشهر الثلاثة الأخرى.. فهل عقد هذه الموظفة مع جمعية مرخصة من الوزارة أم مع شخص؟!!

أما وقد آلت الأمور إلى المركز الوطني للقطاع غير الربحي، فإن الأمل كبير في كفاءة مسؤولي هذا المركز في أمور كثيرة ومنها تعديل نظام انتخابات مجالس إدارة منظمات القطاع غير الربحي.. فمجموعة دخلت مجلس إدارة بناء على سمعة وقوة شخص واحد تولى رئاسة مجلس الإدارة بعد فوز قائمته.. ثم تكتل نفر من هؤلاء ضده وأمطروا الوزارة شكاوى ضده ثم اضطر للاستقالة، فالوضع الطبيعي أن لا يستقيل هو فقط بل يعتبر المجلس كله مستقيلاً باستقالة رئيسه.. لا ينبغي أن يستقيل رئيس مجلس الإدارة ويبقى البقية وإلا لصارت ظاهرة وهذا ليس في مصلحة القطاع كله.. والله أعلم.

ogaily_wass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *