اجتماعية مقالات الكتاب

النمو السكاني وباءٌ غير معترف به

النمو السكانى كلمة ملصقة بكل عنوان وبكافة مفرداتنا؛ لأنها ببساطة تجلب الخوف وعدم اليقين لمن يسمعونها أو يقرأونها ولكن لماذا؟ لأنها المعنى لكلمة أن عدد البشر الحاليين واستهلاكهم يتجاوز قدرة وموارد الأرض؛ الزيادة السكانية ليست شيئًا يمكن إخفاؤه ولا إصلاحه بسهولة؛ إذا تمكنت البشرية من خفض معدل الاستهلاك ومساعدة الدول الفقيرة على التطور فإن هذا الوباء سوف يتوقف.

في الدول التى توجد فيها مستويات معيشية منخفضة تكون معدلات الاستهلاك أقل من الدول التى تتمتع بمستويات معيشية أعلى؛ لأن المستويات المنخفضة لا تتطلب قدرًا غير ضرورى من الموارد للحفاظ على الحياة وينعكس هذا بالدخل؛ فعندما يتعرض الناس لأسلوب معيشى مترف فإنهم يرفعون من معاييرهم الخاصة؛ لأن ذلك يمثل رفاهية يمكنهم تحمل تكلفتها، وعلى المدى البعيد يؤدى لتداعيات غير مريحة. فعدد الأشخاص الذين ينامون جائعين في العالم يزيد عن مليار شخص بسبب الزيادة السكانية، وهذا يؤدى لكميات هائلة من القضايا الإنسانية والسياسية التى يمكننا الوقاية منها؛ لأن الأرض لا يمكن أن تستمر فى دعمها مع الكثافة والاستهلاك. فسكان كوكبنا تجاوزوا أكثر من سبعة مليارات نسمة ومع كل عام يزداد عدد السكان وتشكل الزيادة المستمرة مشكلة لاستمرار البشرية على الأرض؛ لأنه خطر مصحوب بعواقب لم نواجهها للآن. فمع الإفراط في استخدام الموارد سنحتاج لكواكب من أجل الحفاظ على الحياة البشرية الفردية، بالإضافة لإنتاج واستهلاك ضخم للأطعمة مع ارتفاع استهلاك واستخدام الموارد الطبيعية بالأراضى الزراعية والمدن الكبرى.

الأطعمة المصنعة قد تملأ فجوة الجوع بالعديد من الأماكن وسمحت ببدائل يمكن الوصول إليها للأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر، إلا أنها لا تسمح بطول العمر على الرغم من أنها تساعد على إطعام الدول بعد الكوارث الطبيعية، ولكن الجسم لا يأخذ العناصر الغذائية التى يحتاجها للتغذية أو للبقاء بصحة جيدة.

ماذا سيحدث عندما لا نستطيع إنتاج الأطعمة؟ بلا شك سيؤدى لدوامة هبوطية للبشر.
قد سمح التقدم بالطب الحديث والنمو التكنولوجى بإطالة العمر الافتراضى، لكنه أحدث فوضى بالمد والجزر الطبيعى للحضارة وتدفقها.

لم يسبق وأن عاش الناس أكثر من قرن من الزمان مما أدى إلى زيادة متوسط الأعمار، ويعتقد الكثير من الناس أن الهجرة من بلد لآخر ستحسن من معيشتهم، لكنها تؤدى لحدوث ركود اقتصادى ببلادهم الأصلية؛ لأنه عندما تحاول تلك البلدان إعادة إنتاج السكان الذين فقدتهم بسبب الهجرة فإنها تضاعف بشكل أساسى من استخدام الموارد الطبيعية من أجل جني المال، ما يعنى المزيد من الضرائب والطعام والتأمين بدلاً من خلق جو آمن وصحى لكل فرد بسبب أن قلة لديهم ما يكفي من الثروة للعيش براحة وحرية دون غيرهم. إذا اعتنينا بالكوكب سيستمر العالم لفترة أطول، فالزيادة السكانية لا تهتم بالأرض بل إنها تفرط فى استخدام مواردها؛ لذا نحن بحاجة للاهتمام بما تم إعطاؤه لنا واستخدام الكمية المخصصة فقط من الموارد وتعلم كيفية توزيعها بالتساوى على جميع الفئات والدول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *