البلاد – مها العواودة
تستخدم مليشيا الحوثي الإرهابية مقاتلين من جنسيات مختلفة في عدوانها بالجبهات اليمنية، وتتبرأ منهم عندما يطلق سراح بعضهم من الأسر مثلما تفعل مع المقاتلين اليمنيين المطلق سراحهم أيضاً، حيث رفضت استلام بعضهم بهدف عرقلة تنفيذ اتفاقية تبادل الأسرى.
وقال مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية لـ”البلاد” إنه وفقاً للتفاهمات الإنسانية التي تمت مؤخراً في العاصمة الأردنية برعاية المبعوث الأممي لليمن، والتي تنص على التبادل الكامل وفق قاعدة “الكل مقابل الكل” ينفذ التحالف هذه الاتفاقية، غير أن الحوثيين تنكروا لها واختلقوا مجموعة من العوائق لكي يعطلوها بدليل رفضهم تسلم عدد من أسراهم مطلقي السراح.
وقال إنه تم إطلاق سراح 163 عنصرا حوثيا من بينهم جنسيات أفريقية (صومالية، وإثيوبية) بمبادرة من المملكة باعتبارها قائدة التحالف العربي، حيث بادرت بإطلاق هذه المجموعة من العناصر المتورطة في القتال داخل صفوف الميليشيا الحوثية كبادرة حسن نوايا وتعزيزاً لهدنة من شأنها التمهيد لحل سلمي في اليمن. وأضاف: “مليشيا الحوثي استقبلت 46 عنصراً من الأسرى مطلقي السراح فقط في صنعاء وفق عملية انتقائية ولاعتبارات عرقية طائفية فقط”، مشيرا إلى أن هذا الأمر استدعى قيام اللجنة الإشرافية لشؤون الأسرى التابعة للحكومة الشرعية والسلطات الأمنية في عدن بالقيام بالواجب الإنساني والوطني في استقبال البقية واستكمال مهمة دمجهم وإيصالهم إلى ذويهم وتهيئة الأجواء الملائمة لذلك، حيث وصل إلى عدن بطائرات الصليب الأحمر 117 أسيراً مفرجاً عنهم، بالإضافة لأسرى من جنسيات أفريقية سيسلمون تباعاً لدولهم.
من جهة ثانية، لوح مجلس القيادة الرئاسي اليمني بـ”خيارات متعددة” لاستعادة الدولة من المليشيا الحوثية، إذ قال عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، العميد الركن طارق صالح، إن مهام المجلس لإدارة المرحلة الانتقالية إحلال السلام في اليمن، واستعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب بالطرق السلمية، مؤكداً أن كل الخيارات متاحة أمام القوى اليمنية التي تقاتل لاستعادة الدولة وتثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة ومنع المشاريع الخارجية. ولفت خلال لقائه مع قيادات السلطة المحلية ومديري المكاتب التنفيذية والشخصيات السياسية والاجتماعية والمشايخ والوجهاء والأعيان في مديريات الساحل الغربي بمحافظة تعز، إلى أن مشاورات الرياض ومخرجاتها أنتجت تغييراً سياسياً كبيراً في الساحة اليمنية، وأحدثت انتقالاً سلمياً وسلساً للسلطة، مؤكداً أن مجلس القيادة الرئاسي يعمل كفريق عمل واحد وفي انسجام كامل لإعادة مؤسسات الدولة وتفعيلها، وأن هناك خطةً لإنعاش العاصمة عدن على مستوى البُنى التحتية لخلق أنموذج يحتذى به ليستطيع المواطن في المناطق المحررة أن يعيش في أمن واستقرار ويحوز على خدمات الدولة، وأن تكون هناك مؤسسات فاعلة ترعى المواطن بتفاعل الجانب الحكومي وتكاتف جهود الجميع.
وأشار صالح إلى المعاناة التي يقاسيها المواطنون جراء استمرار انقلاب الميليشيا الحوثية، مؤكداً أنه يجب أن يعي الحوثيون أن الحرب طحنت المواطن اليمني خلال سبع سنوات وأهدرت الكثير من الممتلكات العامة والخاصة، ودمرت البنية التحتية، منوها إلى أن أمراء الحرب من الميليشيا الحوثية هم المستفيدون من استمرارها عبر الجبايات ونهب الأموال والممتلكات وتنفيذ أجندة ليست في صالح اليمن، وأنهم ليسوا بعقلية الدولة ولن يستطيعوا أن يبنوا دولة، لأنهم أتوا في إطار جماعة مسلحة تنفذ أوامر وأجندة المشروع الإيراني الهادف لتخريب المنطقة.