البلاد – محمد عمر
تمضي الترتيبات اليمنية لإحلال السلام على قدم وساق عبر المجلس الرئاسي، بينما أكدت مصادر مطلعة تشكيل لجنة أمنية رئاسية عليا، أوكل إليها ترتيب الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن، والإشراف على الجاهزية الأمنية فيها، في وقت وصل رئيس مجلس النواب اليمني، سلطان البركاني، وأعضاء هيئة رئاسة المجلس، أمس (الأحد) إلى عدن. وقالت المصادر إن وصول أعضاء المجلس الرئاسي ورئاسة الوزراء، وأعضاء مجلس النواب إلى اليمن، قد يتم في أي لحظة، خلال الأيام القليلة المقبلة، قادمين من الرياض. وتتكون اللجنة الأمنية المشكلة حديثا، من أعضاء المجلس الرئاسي، فيما أكد مسؤولون يمنيون أن المجلس يعكس إرادة الشعب وسيقود البلاد للأمن والاستقرار والسلام الكامل، منوهين بالجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة في سبيل حماية المنطقة من الأطماع الخارجية وبالتالي تحقيق الأمن والاستقرار.
ويرى وكيل محافظة صنعاء عادل الصبرى أن المشاورات اليمنية الأخيرة تعتبر بمثابة إنقاذ الدولة، مؤكدا لـ”البلاد” أن الشعب اليمنى ينتظر تحقيق اختراق إيجابى فى المشهد السياسي، إذ لم يعد هناك هدف غير عودة الشرعية ومؤسسات الدولة. وأضاف: جماعة الحوثي الإرهابية تعرقل كل مساعي السلام، ولا تؤمن بالشراكة والعمل السياسي والتعددية، ومن هنا ربما يكون الحل العسكري قائما للتخلص من شرهم، مشيدا بجهود المملكة ومجلس التعاون الخليجي فى توفير الأجواء الإيجابية لتوحيد الجهود اليمنية، مضيفا أن الوقت الراهن يستلزم وحدة الصف والتكاتف لمواجهة المليشيا الحوثية الإرهابية. وحث الصبري كافة الأطراف على توحيد الموقف والبندقية لمواجهة المليشيا واستعادة استقرار الدولة وحماية الأمن والسلم الاجتماعي. وفي السياق ذاته، اعتبر وكيل محافظة ريمة محمد العسل، خطوة تشكيل المجلس الرئاسي الجديد برئاسة الدكتور راشد العليمي إيجابية للغاية، مؤكدا أن الجميع ينظر إليها بتفاؤل وأنها بمثابة بداية إنفراجه على أبناء الشعب اليمني. وقال لـ”البلاد”: الجميع أصبح صفا واحدا في وجه المليشيا المدعومة من إيران وستكون الضربة القاصمة تجاهها قريبا. وتابع: كل المكونات السياسية اليمنية تتفق على مواجهة الحوثي واستعادة الدولة لذلك جاء تشكيل المجلس الرئاسي الساعي لتوحيد الصف وتحقيق السلام والاستقرار، مؤكدا أن أبناء اليمن في الداخل والخارج يعولون على هذه المشاورات وعلى المجلس الرئاسي، مطالبا الجميع بالخروج إلى أرض الميدان وممارسة العمل من عدن الحكومة ومجلس النواب والمجلس الرئاسي.
ولفت وكيل محافظة ريمة إلى أن الجميع سيتحرك إلى الميدان مع أعضاء المجلس ومع الفريق الحكومي ومع أعضاء مجلس النواب والشورى لمزاولة أعمالهم من هناك، مشيرا إلى أن الجميع سيكون على قلب رجل واحد تحت قيادة واحدة حتى يرضخ الحوثي للسلام، موضحا أنه تم هيكلة الجيش، سواء في الساحل الغربي أو في عدن مع الانتقالي أو الجيش الوطني التابع للحكومة الشرعية. وتابع: الجميع أصبح اليوم تحت قيادة وزارة الدفاع، وانتهت كل التشكيلات العسكرية التي كانت مقسمة والتي راهن الحوثي عليها من قبل، مؤكدا أنه لا مجال الآن إلا النصر، ولا مجال أمام القوى السياسية إلا هزيمة المشروع الإيراني الحوثي في اليمن.
من جهته، قال مدير الإعلام بمحافظة صعدة مبروك المسمرى، إن النتائج التي خرجت بها مشاورات الرياض كانت أهم خطوة منذ إعلان عاصفة الحزم في مطلع العام 2015، منوها إلى أن المشاروات اليمنية بدعم من مجلس التعاون الخليجي أنجزت ما كان يحلم به أغلب الشعب اليمني من توحيد للصف ولم شتات الأخوة الفرقاء وتوحيد قرارهم بطريقة امتازت بالشفافية والحرص الوطني وتغليب المصلحة العامة لليمن وأهلها.
وأشار المسمرى إلى أهمية هذه الخطوة تكمن في أنها اشركت كل القوى الوطنية في القرار والسلطة ووضعتهم أمام استحقاق كبير ينتظره كل الشعب لإحلال السلام وتحقيق الأمن والاستقرار المنشودين منذ ما يقارب ثمان سنوات. وأضاف: لقد نجحت الجهود الخليجية في توحيد صف القوى الوطنية المناهضة لمشروع إيران في اليمن والمتمثل بالانقلاب الذي نفذته مليشيا الحوثي الارهابية على مؤسسات الدولة وحان الآن اعادة ما نهبوه واستولوا عليه بقوة السلاح والدخول في حوار سلام شامل يضمن عودة اليمن إلى حضنه العربي وتحقيق الاستقرار لكافة الشعب خلال الفترة القادمة.