في البشر يستجيب الجسم للإجهاد عن طريق تحفيز إفراز هرمون الكورتيزول؛ والإفراط في إفراز هذا الهرمون يمكن أن يؤثر على نشاط الخلايا في أجسامنا وهذا يعني أن الأطفال الذين يعانون من صدمات الطفولة الطويلة من المحتمل أن يصابوا باضطرابات وراثية جسدية وعقلية؛ يتألف الدماغ من دوائر ومسارات عديدة ومتنوعة من الخلايا العصبية المرتبطة ببعضها البعض هذه الخلايا العصبية عرضة لأي تدخل؛ ولذلك يمكن لصدمات الطفولة الطويلة أن تعيد تركيب الدماغ مما يعرض الأطفال المصابين للاكتئاب والقلق؛ تتميز الطفولة المبكرة بالتطور المتسارع حيث أن تقليم الخلايا العصبية والمسارات غير المستخدمة يزداد خلال هذه الفترة وهذا يجعل الدماغ أكثر كفاءة خاصة الجزء الذي يدعم التركيز والانتباه والتفكير المتقدم والاستدلال؛ لذلك لا تتداخل الصدمات خلال هذه الفترة مع تطوير الجزء المحدد فحسب بل تعطل أيضًا تقوية الأنظمة التي تمكن الجزء المشار إليه من التنسيق مع الأنظمة الأخرى بشكل فعال وبالتالي يؤدي هذا إلى الاندفاع وزيادة المخاطرة والنشاط الإجرامي وقصر مدى الانتباه وصعوبة الاحتفاظ بالمعلومات أو فهمها.
صدمة الطفولة تؤدي إلى خلل في التنظيم العاطفي وهذا يسبب العديد من التحديات مثل اتخاذ القرار المتسرع وصعوبة التفاعل مع الناس أو تكوين علاقات جديدة مع الآخرين؛ صدمة الطفولة الطويلة تجعل الأطفال يشعرون بأنهم يفتقرون إلى المشاعر ومن المحتمل أن يواجهوا مجموعة غير كافية من المشاعر أو يشعروا بمشاعر مكبوتة؛ في الوقت نفسه قد يكونون قادرين على الشعور بمشاعر غامضة مثل الملل أو الغضب أو قد يمنعون الرضا تمامًا حتى ينفجر الغضب؛ ومن المحتمل أن يشعروا بمشاعر غير مرغوب فيها تجاه أنفسهم مثل الشعور بالتوتر مع التقدير من الآخرين وعدم فهم كيفية تلقي المديح أو الشعور بعدم الثقة عندما يعبر الأشخاص عن لطفهم ومن المرجح أن يتبنى هؤلاء الأشخاص هوية فكرية للغاية تتصرف بشكل غريب حول الناس.
ومن الممكن أن تؤثر صدمة الطفولة سلبًا على نمو الأطفال؛ وبشكل أساسي يمكن ربط عواقب صدمات الطفولة غير المنضبطة بالصعوبات المعرفية والاجتماعية والعاطفية التي تؤثر بشكل ضار على جميع جوانب التنمية تقريبًا مما يؤدي إلى مشاكل طوال حياة الفرد؛ بالنسبة للآثار المستقبلية هناك حاجة للآباء أو المعلمين لتحديد متى يحتاج الطفل إلى المساعدة؛ فالتدخل المبكر سوف ينقذ المضاعفات الشديدة في النهاية ويجب على المتخصصين خلق بيئة مقنعة تدعم النمو المعرفي والاجتماعي والعاطفي للأطفال؛ فالسنوات الأولى من الحياة هي فترة حرجة قد تؤدي خلالها الصدمات الطويلة الأمد إلى خلل في نظام الإجهاد وتعيق المجتمع.
Nevenabbass@