متابعات

كبار السن .. تلبية الاحتياجات بالتقنية الحديثة

مكة المكرمة – أحمد الأحمدي

نوه عدد من المختصين في علوم التقنية والقانونيين بما سبق وأن أكدته الدكتورة هلا مزيد التويجري الأمين العام لمجلس شؤون الأسرة على أهمية علوم التقنية الحديثة في ادماج كبار السن بالمجتمع من خلال المبادرات لخدمتهم وتلبية احتياجاتهم ، لافتين إلى أهمية استخدام التقنية لتسهيل أمور كبار السن ، وإرشادهم باستخدام التطبيقات التقنية بدون مساعدة، بالإضافة إلى تعريفهم باستخدام أهم التطبيقات والبرامج المهمة لهم لزيادة ثقتهم في أنفسهم وفي قدرتهم على مواكبة التقنية، إلى جانب تحفيز المجتمع في توعية وتعليم كبار السن بالتقنية ومساعدتهم في استخدام البرامج التي تسهل عليهم وصولا إلى مجتمع رقمي في كافة مناحي الحياة .

واضافوا أن الدولة تسعى جاهدة لتسهيل جودة الحياة لهم لأن التقنية تلعب دورا كبيرا وحيويا في المجتمعات، وذلك للتطور الكبير الذي أحدثته ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات التي جعلت من العالم قرية صغيرة، وساهمت في تشكيل ثقافة رقمية واحدة يشترك فيها جميع أطياف المجتمع بمن فيهم المتقدمون في السن الذين قد يجد بعضهم صعوبة في مواكبة هذا التقدم والانضمام لهذا المجتمع وتشرب هذه الثقافة؛ مما يجعلهم في عزلة عن مجتمعهم نتيجة الفجوة الرقمية بين الجيلين. لذا فإن استهداف هذه الفئة من كبار السن بالبرامج والدورات المقننة والمتوافقة مع احتياجاتهم، بالاضافة لتسخير وتوفير التطبيقات المختلفة المناسبة لمتطلباتهم الاجتماعية والنفسية والطبية بلاشك سيضيق هذه الفجوة، ويجعلهم يشعرون بالانتماء لهذا المجتمع الرقمي، مما يعزز لديهم إيمانهم بدورهم الايجابي في المجتمع الذي يعيشون فيه.


جودة الحياة
بداية تحدث مستشار تقنية المعلومات ومدير عام الادارة العامة لتقنية المعلومات بوزارة الداخلية وامانة العاصمة المقدسة سابقا المهندس جمال عبد الله الهندي قائلا : لاشك بأن التقنية أصبحت عاملا مهما لتحقيق جودة الحياة لجميع فئات المجتمع ، وقد أوضحت ازمة كورونا ذلك بشكل كبير حيث تحولت جميع الاعمال والخدمات المقدمة من مختلف الجهات الى خدمات رقمية تم تقديمها عن بُعد، واضطر غالبية افراد المجتمع الى التعامل مع هذه التطبيقات الرقمية مثل توكلنا واعتمرنا وابشر والتطبيقات البنكية وغيرها من التطبيقات الخدمية . وكما نعلم جميعا بان فئة كبار السن هي من الفئات المهمة في المجتمع وتسعى الدولة رعاها الله الى توفير حياة كريمة ومستقلة لهم والاعتماد بشكل أكبر على التقنية المتطورة لتسهيل جودة الحياة لهم . وفي الوقت الحاضر، تتطلع الجهات المعنية والشركات المتخصصة للتوصل إلى أحدث التقنيات في هذا المجال للمساعدة في تحقيق ذلك الهدف. وهناك العديد من المبادرات التقنية التي يمكن تطبيقها لفئة كبار السن ومنها الرعاية الطبية وذلك من بتسهيل تقديم الفحوصات الطبية ومتابعتها عن بُعد من خلال العيادات الافتراضية ، وباستخدام تطبيقات التواصل الرقمي مع المستشفيات والاطباء لتخفيف عناء الذهاب الى المستشفيات ، كما يمكن توفير الادوية دوريا وايصالها لهم وتنبيههم بمواعيد تناول الادوية من خلال برامج التنبيه في الاجهزة الذكية، بالاضافة الى امكانية استخدام اجهزة الروبوت المنزلية لتقديم الدعم الطبي لهم في المنازل ، فضلا عن استخدام التقنية لاطفاء الحرائق ، ومتابعتهم عن بُعد من قبل أهاليهم من خلال الكاميرات الرقمية المتوفرة داخل المنازل والمرتبطة باجهزتهم الذكية في اوقات تواجدهم في المنزل بدون اي مرافق مما يشعرهم ويشعر اهاليهم بالأمان ، إلى جانب الرعاية الثقافية والترفيهية وذلك من خلال استخدام تطبيقات الكتب الرقمية وحضور المحاضرات الافتراضية واستخدام تطبيقات المقاطع التوعوية المرئية ومنصات الافلام الرقمية ومنصات الالعاب الرقمية المختلفة وتطبيقات الواقع الافتراضي والواقع المعزز والتي تعتبر عنصرا مهما للتسلية وقضاء اوقات الفراغ ، إلى جانب خدمات التواصل الأسري من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي المرئي مثل الزوم والفيس تايم والديو والسكايب وغيرها للتواصل مع ابناءهم واهاليهم واصدقائهم المقيمين في مناطق اخرى وبما يجعلهم يشعرون بانهم مازالوا بالقرب منهم.


تطوير المجتمع
المحامي القانوني فيصل الغربي قال : لقد أولت الحكومة الرشيدة إهتماماً بالغاً لكبار السن لما كان لهم دور كبير ومن أبرز هذه الاهتمامات صدور نظام كبار السن , لما لهم من أهمية في المجتمع بإعتبارهم ثروة بشرية وكذلك الفئة التي تمتلك الخبرة والدراية في مجالات الحياة والتي ساهمت في تطوير المجتمع وتنميته .
إلا أنه حصلت بعض التغيرات المتسارعة في المجتمع السعودي مما تأثر بذلك قدرات كبار السن ومن ضمن هذه التغيرات دخول التقنية في كافة مجالات الحياة ,ونتيجة لذلك فإن هناك دور كبير على المجتمع في التعامل مع كبار السن ضمن مبادئ خاصة وأهمها المبادئ الإنسانية ومن ثم مبدأ الدمج والتكامل والتغيير والتنمية وكذلك مبدأ تقديم الخدمات الإجتماعية .


ثورة الاتصالات
من جهته أوضح الدكتور علي بن سويعد القرني استاذ المناهج وتقنيات التعليم بكلية التربية بجامعة ام القرى أن التقنية تلعب دورا كبيرا وحيويا في المجتمعات، وذلك للتطور الكبير الذي أحدثته ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات التي جعلت من العالم قرية صغيرة، وساهمت في تشكيل ثقافة رقمية واحدة يشترك فيها جميع أطياف المجتمع بما فيهم المتقدمون في السن الذين قد يجد بعضهم صعوبة في مواكبة هذا التقدم والانضمام لهذا المجتمع وتشرب هذه الثقافة؛ مما يجعلهم في عزلة عن مجتمعهم نتيجة الفجوة الرقمية بين الجيلين. لذا فإن استهداف هذه الفئة من كبار السن بالبرامج والدورات المقننة والمتوافقة مع احتياجاتهم، بالاضافة لتسخير وتوفير التطبيقات المختلفة المناسبة لمتطلباتهم الاجتماعية والنفسية والطبية بلاشك سيضيق هذه الفجوة، ويجعلهم يشعرون بالانتماء لهذا المجتمع الرقمي، مما يعزز لديهم إيمانهم بدورهم الايجابي في المجتمع الذي يعيشون فيه.


تفاعل المسنين
الدكتورة رباب أحمد معبي المحامية والمستشارة الاجتماعية قالت : من أخطر ما يتعرض له المسن هي تلك الضغوط التي يفرضها المجتمع من خلال التقاعد الاجباري وما يصاحب ذلك من شعور بالوحدة وفقدان الثقة بالنفس وعدم وجود دور وهدف في الحياة، وغالبا ما يكون مقرونا بفراغ هائل ويوم طويل ومبادرة إدماج كبار السن في المجتمع والاشتراك في الانشطة الاجتماعية المختلفة تساند المسن بالارتباط والتفاعل مع المجتمع والعطاء والإنتاجية حيث أكد نخبة أطباء ومستشارون نفسيون أن اغلبية كبار السن يحظون بحياة نشطة وفاعلة إذ تم اندماجهم بالمجتمع ، لذا ينبغي تحقيق صحتهم البدنية التي من شأنها أن تعزز صحتهم النفسية ودعم الجوانب المعنوية لديهم، وحيث كبار السن يتعرضون لتحديات وأمراض نفسية تابعة لهذه المرحلة وينبغي الأخذ بأيديهم للتغلب عليها من خلال معرفة الأسباب والتعمق بها وصولاً لسبل العلاج، إضافة إلى توفير احتياجاتهم النفسية والصحية والاجتماعية والاقتصادية للمراحل العمرية المتقدمة، وبما يضمن اندماجهم في المجتمع، وتوفير حياة كريمة وآمنة لهم ودعمهم بالانسجام مع الآخرين والانفتاح نحو التغيير والتطوير والايمان بأن العطاء والإنتاج لا يرتبط بالسن وهناك العديد من الأمثلة الواقعية فقد ظل الجواهري يقول الشعر وهو في التسعين، وروى مذكراته عن تسعين سنة. واستمر “نجيب محفوظ” محتفظا بطاقته على العمل والنشاط حتى التسعين من العمر ، الصحفي الإعلامي “محمد حسنين هيكل” يكتب ويؤلف ويحاضر، وهو في الرابعة والثمانين، ويتكلم لساعات في الفضائيات ويحتفظ بذاكرة قوية ، أنجز فرويد كتابه “موسى والتوحيد ” وهو في الثالثة والثمانين ، وقد وجد الباحثون أن المسنيّن تحسنت درجاتهم في اختبارات الذكاء، وتحسنت ايضا مهاراتهم اللفظية وقدراتهم على التعامل بذكاء مع مشكلات الحياة اليومية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *