رياضة مقالات الكتاب

يمشي كدا كدا..

عبارة عفوية أطلقها مدرج الذهب الاتحادي تعبيراً عن مشاعرهم وفرحتهم بتصدر فريقهم لدوري المحترفين بعد غياب عن تحقيق بطولة الدوري السعودي ١٢ عاما؛ لتتحول هذه العبارة إلى أيقونة جماهيرية على المستوى المحلي والعربي والعالمي، وقد حققت حراكا اجتماعيا كبيرا ونشاطا رياضيا واسعا بين حسابات بعض الأندية العالمية المعروفة كنادي ليفربول ومانشستر سيتي، وبرشلونة، وروما وغيرهم من الأندية التي سرعان ما عبرت عن مشاعرها حين انتصارهم على منافسيهم بثلاث عبارات فقط “يمشي كدا كدا ” لتستقيها من مصدرها ومنبعها مدرج نادي الاتحاد الكبير، مؤكدة الشعبية الجماهيرية التي تحظى بها رياضة المملكة.

وقد وجدت جماهير العميد ما يوازي فرحتها للتعبير عن عشقها وحبها لفريقها بهذه الكلمات البسيطة واللهجة الحجازية الجميلة كمتنفس حقيقي من خلال المدرجات؛ بل وتعدى الأمر إلى أبعد من ذلك فأصبحت حالة اجتماعية تُمارس بنكهة اتحادية لتكتسب بُعدا شعبيا واسعا يقع من خلاله تبادل الإسقاطات الفكاهية بين جماهير الأندية والتراشق الإعلامي؛ بل وصلت نبراتها وترديد حروفها لمستوى الحياة الاجتماعية اليومية لتشكل رسمة جمالية رياضية اجتماعية؛ عنوانها البساطة وطبيعة ما تعيشه أحياء ومجتمعات وجماهير ومحبي كرة القدم بمحافظة جدة بشكل خاص وجماهير أندية الوطن الأخرى بمختلف ثقافاتهم بشكل عام.
وتأتي هذه العبارة لتكون السمة الأبرز لموسم هذا العام ٢٠٢٢م التي يتم من خلالها تحفيز اللاعبين ودعمهم ودفعهم نحو تحقيق البطولة لتشكل المسؤولية المتكاملة ما بين اللاعبين والجماهير؛ لتكون عنوانا رئيسيا وصفة ملازمة لهذا الموسم الرياضي.

لم يكن هذا الأمر جديداً على الكرة السعودية، فقد شاهدنا العديد من العبارات الجماهيرية التي أطلقها عشاق المدرجات وأخذت نطاقا واسعا بمختلف المجتمعات لما تتميز به المملكة من تنوع في الثقافات واختلاف اللهجات وتقارب في المجتمعات والدافع المشترك الكبير بينهم المتمثل في حبهم للعبة كرة القدم.
فقد سبق وأطلق جمهور النصر هاشتاق “متصدر لا تكلمني ” تعبيراً عن فرحتهم بتصدر العالمي للدوري السعودي موسم ٢٠١٤ الذي حققه الفريق النصراوي بعد غياب طويل عن البطولات.

وكانت هذه العبارة سببا مباشرا في دخول اللاعبين أجواء الحالة الاجتماعية المشتركة التي صنعتها” متصدر لا تكلمني” بمختلف المجتمعات السعودية لتتحول بعد ذلك إلى” بطل لا تكلمني” عندما استطاع فارس نجد العودة لتحقيق البطولات من الباب الكبير وانتزاع بطولة الدوري آنذاك.
ومن هذا المنطلق فإن الرياضة ترتبط بالمجتمع ارتباطا وثيقا وتساهم بشكل مباشر في تقارب الثقافات وتعارف المجتمعات ويظهر لنا ذلك جليا في البطولات الرياضية العالمية حين تستغل كل دولة مثل هذه المناسبات لتعريف العالم بثقافاتها الخاصة والترويج لها لتعود بالنفع عليها اجتماعيا واقتصاديا وسياحيا، ولنا في كأس العالم خير مثال.
إمضاء:
الرياضة هي التسويق الأسهل والأسرع والأكثر تأثيرا”؛ للتعريف بثقافات الشعوب والترويج لها.
@majedeidan

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *