الثقافية

فوانيس “تحت الربع” تنبض بالبهجة والتراث في قلب القاهرة!

تعتبر منطقة تحت الربع من أبرز المناطق في القاهرة التاريخية، ويقع شارع تحت الربع بين ميدان باب الخلق وباب زويلة، وقد أنشأ الشارع في وقت إنشاء القاهرة الفاطمية على يد جوهر الصقلي عام 358 هـ.

وتشتهر منطقة تحت الربع بتصنيع فوانيس رمضان وهو ما يضفي عليها أجواء شعبية مليئة بالبهجة والفرح ، ورغم التطور المستمر والسريع في صناعة الفوانيس مازال حتى الان الفانوس التقليدي يحتل المكانة الأولى في قلوب الجميع وهو من أهم رموز رمضان، لذا التقينا بالباحث الأثري والمؤرخ سامح الزهار في صحيفة “البلاد” ليحدثنا أكثر عن  منطقة تحت الربع وصناعة فوانيس وزينة رمضان..

في البداية قال الباحث سامح الزهار ، تتميز منطقة تحت الربع بأنها تتجلى تاريخيا في شقين  من  التراث المادي و آخر معنوي، المادي وهو يعد كل شئ من المادة مثل المباني الأثرية والمساجد والحوانيت.

أما التراث المعنوي فهو كل ما يتمثل في العادات والتقاليد والطقوس والموروثات الاجتماعية، وهو بذلك يحفظ ذاكرة المكان، كما أضاف الزهار أن منطقة تحت الربع تعد من الأماكن القليلة التي تحتوي على هذا الكم من التراث.

وأشار الزهار أيضا أن تحت الربع تميز في احتفاظه بطابعه القديم وأسمه أيضا ، بالرغم من أن الحكومة قامت بتغيير الأسم أكثر من مرة، لكن المواطنيين مازالوا يحافظون على الاسم القديم.

وتابع المؤرخ سامح الزهار أن تحت الربع يعد شاهدا على تاريخ القاهرة الفاطمية والمملوكية، فيوجد به تنوع معماري ما بين العمارة المدنية التي تتمثل في البيوت القديمة والعمارة الدينية التي تتمثل في المساجد والعمارة الخيرية أو المائية التي تتمثل في الأسبلة.

واستكمل الزهار أن تحت الربع يتميز في أنه  شارع يحفظ بالصناعات التقليدية والتراثية الأصيلة مثل صناعة الفوانيس وهى تعتبر أيضا من الصناعات الموسمية، حيث يبدأ صناع الفوانيس من شهر رجب استعدادا لشهر رمضان.

ولا يزال الشارع يحتفظ بالعديد من الورش القديمة، والتي توارثتها الاجيال من الشباب بعد ذلك، وأكد الزهار قائلا “يبدو أن الفوانيس الحديثة بأشكالها المتنوعة لم تؤثر على الفانوس التقليدي المصنوع من النحاس والزجاج، وأشار الزهار أن صناعة الفوانيس تعتبر نوع من أنواع الحفاظ على رمزية التراث.

أما عن زينة رمضان ..أوضح الزهار أنه كان في الماضي عند حلول شهر رمضان المعظم يتم تزيين القصور الفاطمية ما يناسبها من الأقمشة مثل الحرير الديبقي وهو كان يعد من أهم وأغلى أنواع الحرير، كما كان يتم تعليق أعلام الدولة .

أما بالنسبة للزينة الشعبية التي يتهم تعليقها في الشوارع،  فكان يتم استخدام نوعيات أقل تكلفة مثل قصاصات الورق أو من قماش الخيامية الفائض عن الحاجة، ومن المعروف  أن منطقة تحت الربع تتقاطع مع شارع الخيامية وهو ما يكسبه المزيد من البهجة والسرور.

وقد التقينا بأحد صناع فوانيس رمضان في منطقة تحت الربع “أحمد أسامة” الذي أخبرنا أنه مازال هناك من يفضل الفانوس النحاسي ذو الزجاج الملون والمزخرف، كما أضاف أسامة أن مهنة صناعة الفوانيس يتوارثها الاجيال جيل بعد جيل ، فقد كان والده وجده يشتغلون في صناعة الفوانيس.

وأوضح أسامة لصحيفة البلاد ، أنهم يبدأوا في صناعة الفوانيس في شهر رجب ، وينتهوا من صنع الفوانيس وبيعها بعد أول أسبوع من الشهر الفضيل.

وعلق أسامة أيضا أن الكورونا أثرت تأثير بالغ على صناعة الفوانيس وتصديرها ، ولكن ذلك لم يمنعهم عن الاستمرار في تلك الصناعة.

وتابع أسامة أن “فانوس النجمة” يعد من أصعب وأغلى الفوانيس، لأنه يعتمد على حرفية صانعه، كما أنه يتطلب تكلفة أكثر من حيث تقطيع النحاس والزجاج الملون إلى مثلثات ، لذا فإنه لا يوجد بوفرة في السوق لأنه مكلف جدا في صناعته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *