متابعات

واجهة جدة البحرية.. متحف مفتوح ولوحات بديعة

جدة ـ خالد بن مرضاح

تصغي الواجهة البحرية بمحافظة جدة لهدير الموج في ساعات دنو الشمس للغروب ، التي ترتسم معها لوحة فنية تحكي نظرات العيون وسكون المشاعر في لحظات تأمل من البحر الأحمر ، لاكتمال العقد الفريد الذي تتزين به عروس البحر التي باتت نقطة جاذبة للكثير من الزوار مواطنين ومقيمين ممن يعشقون التنزه على ضفاف كورنيش جدة .

تتميز جدة بمشروع الواجهة البحرية الذي لبى احتياجات جميع شرائح المجتمع العمرية بطول 4,500 متر ، ويتربع على مساحة تقدر بـ 730,000 متر مربع مستوعباً 120 ألف نسمة ، ويشتمل على مرفأ لمراكب التنزه بمساحة 1,800 متر مربع إضافة لوجود أول نافورة تفاعلية في الكورنيش الشمالي ، وأطول جسر مشاة بالمملكة بطول 650 مترًا.
وتمثل الواجهة البحرية متحفاً مفتوحاً للملهمين إذ تضم العديد من المجسمات الفنية المصممة والمسطحات الخضراء ومسارًا للمكفوفين على امتداد المشروع وهو المسار الأول في المملكة الذي استخدم لغة برايل على اللوحات الإرشادية على طول السياج البحري مع وجود ممرٍ مائي على شواطئ السباحة الذي يسمح بنزول ذوي الاحتياجات الخاصة للبحر .

ساحات التنزه
وتمتلك الواجهة ساحات التنزه التي أطلق عليها مسميات تتناسب مع طبيعة تصميمها من أبرزها : ساحة الرمال ، وساحة اللؤلؤ وسميت بهذا الاسم لاحتوائها على تشكيلات فنية مستوحاة من اللؤلؤ ، وساحة الصياد التي تعد أكبر نقطة تجمع للصيادين على الكورنيش ، وساحتا الخليج والنورس .

 

الحديقة الثقافية
وتستضيف الواجهة البحرية في كل عام فعاليات الحديقة الثقافية بمشاركة عددٍ من الجهات الحكومية عبر تنظيم مختلف الأركان والأجنحة بهدف تهيئة الأجواء الثقافية والمعرفية التفاعلية لمختلف شرائح المجتمع ، وتقديم البرامج والعروض ، والمركزة على عالم الابتكارات العلمية والتكنولوجيا ، وتنمية الجوانب المهارية لدى الشباب والفتيات ، والتعليم التفاعلي ، إلى جانب تهيئة البيئة العلمية التعليمية الترفيهية المشجعة والداعمة لتعلم الأطفال ، وتنمية مهاراتهم الابتكارية والإبداعية ، وتقديم مختلف المبادرات التي تثري المجتمع ثقافياً .

اعتدال الطقس
وتشهد الواجهة البحرية بمحافظة جدة هذه الأيام ، توافد العديد من العوائل والأفراد من سكان وزوار عروس البحر الأحمر مع اعتدال الطقس وسط تطبيق منظومة من الإجراءات الاحترازية. ووفرت المساحات المخصصة للعائلات في الواجهة البحرية فرصة لقضاء أوقات متميزة ، من خلال الجلسات المتراصة على امتداد الكورنيش،التي تشتمل على مسطحات خضراء وألعاب أطفال تناسب مختلف الأعمار ومقاعد جلوس وأكشاك ومطاعم متنوعة. وحظي جسر المشاة المعلق في الواجهة البحرية بوجود المتنزهين؛ لمشاهدة المناظر الطبيعية والمشاهد الجمالية عند الوقوف في أعلاه، فيما يفضّل عدد من الزوار قضاء مدة وجودهم في الواجهة البحرية بمزاولة رياضة المشي أو استخدام الدراجات الهوائية في المسارات المخصصة لمزاولة مثل هذه الرياضات.

 

دبابات بحرية
وحرص عدد من زوار كورنيش الواجهة البحرية بجدة، على تجربة الدبابات البحرية واليخوت، التي تعد من أبرز الوجهات الترفيهية خلال فترة الإجازة، للقيام بجولة على امتداد شاطئ الواجهة ليستمتع خلالها المتنزهون بمشاهدة المعالم التي يحتضنها كورنيش جدة،إذْ تجعل من هذه الرحلة تجربة فريدة وذكرى رائعة. وجندت الجهات الأمنية طاقاتها لاستقبال المتنزهين والزوار حيث تشهد جدة حركة مرورية عالية، وذلك لتنظيم عملية الدخول والخروج من الواجهة البحرية، وتسهيل تنقل المركبات لمرافق الكورنيش بيسر وسهولة. فيما تواصل أمانة محافظة جدة ممثلة في الإدارة العامة للنظافة، تنفيذ عمليات التطهير والتعقيم في مرافق الواجهة البحرية ونظافة الكورنيش وأماكن التنزه من الحدائق وغيرها من المرافق، تماشياً مع تعليمات الإجراءات الصحية والوقائية، بما في ذلك تنظيف وتعقيم الأسواق التجارية والمطاعم وأماكن الترفيه المختلفة.

جلسات العوائل
يذكر أن محافظة جدة تضم 23 ممشى، يصل إجمالي أطوالها لحوالي 49.000 متر، حيث تعدّ مشاريع ممرات المشاة من المشاريع الحيوية التي تأتي ضمن إستراتيجية الأمانة لتنفيذ مشاريع تحسن جودة الحياة وتعزز الصحة العامة، وتقديم أفضل الخدمات لسكان وزوار محافظة جدة ، حيث تعمل هذه المماشي على تشجيع رياضة المشي والمحافظة على الصحة العامة ، وزيادة نسبة ممارسة المواطنين للرياضة بشكل منتظم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *