اجتماعية مقالات الكتاب

معاً للقضاء على التسرب المدرسي

إن مفهوم التسرب المدرسي يتباين من دولة إلى أخرى تبعاً لسياسة التعليم في الدولة، والمشكلة حاضرة في جميع الدول ولا يخلو منها أي مجال تربوي بيد أنها تتفاوت في مستوياتها من مجتمع إلى آخر ومن مرحلة دراسية إلى أخرى.

وهناك عدة تعريفات للتسرب حيث عرفه البعض بأنه: انقطاع التلاميذ عن المدرسة سواء في بداية العام الدراسي أو في نهايته، كما عُرف بأنه ترك الطالب المدرسة في مرحلة تعليمية لأي سبب من الأسباب. وقد عرفته منظمة اليونسيف: (بعدم التحاق الأطفال الذين هم بعمر التعليم بالمدرسة أو تركها دون إكمال المرحلة التعليمية التي يدرس بها بنجاح، سواء ذلك برغبتهم أو نتيجة لعوامل أخرى، وكذلك عدم المواظبة على الدوام لعام أو أكثر).

وهنالك عدة عوامل تتضافر مع بعضها البعض لتصل بالطالب إلى ترك نظامه التعليمي وعدم إنهاء مرحلته التعليمية، ومن أهم هذه العوامل على سبيل المثال لا الحصر ضآلة التحصيل الدراسي للطالب والصعوبات التي يلاقيها في التعليم وتراجع قيمة التعليم لديه ورغبته في الالتحاق بسوق العمل، أما من جانب الأسرة فهناك عدم اهتمام من بعض الأسر بالتعليم وتدني قناعاتها به والحال المعيشية الصعبة لبعضها وعدم مساعدة بعض الأسر لأبنائها في دراستهم، وعلى صعيد المدرسة فهناك عدم تعلق الطالب بمدرسته ونفوره عنها وممارسة العقاب المعنوي والبدني من قبل بعض المعلمين والتمييز بين الطلبة وبعد المدرسة عن سكن الطالب وتكبده المشاق في الوصول إليها وغيره.

ومن أبرز الخطوات التي تساعد في محاربة مشكلة التسرب المدرسي اندياح عملية التوعية في المجتمع بقيمة التعليم، ومشاركة الأسرة في الأنشطة اللاصفية بالمدرسة ودعم مجانية التعليم، وتفعيل دور المرشد الطلابي لمساعدة الطلاب وحل كافة مشاكلهم وعدم التمييز بين الطلبة وتوفير تعليم مهني قريب من السكن ومنع العقاب بجميع صوره في المدارس والتصدي بالمهنية المطلوبة لحل مشكلات الطلاب ذوي المستوى الدراسي المتدني ووجود مرشد نفسي واجتماعي مختص في كل مدرسة لحل المشاكل النفسية التي من الممكن أن يعاني منها الطالب.

بجانب تأسيس إدارة في مركز الحي تُعنى بمتابعة الطلاب ذوي التحصيل المتواضع على أن يتم فتح قناة بين هذه الإدارة والإدارة التعليمية بالمنطقة والمدرسة حتى يكون هناك تواصل بين الجميع للحد من مشكلة التسرب وتنمية علاقات أولياء الأمور مع المدارس وتواصلهم المنتظم مع إداراتها للإلمام بكافة شؤون أبنائهم فيها وتوفير فصول تقوية مسائية للطلاب ذوي التحصيل الضعيف وغيره.

وفي هذا السياق فإن رؤية 2030 قد تضمنت عدة مبادئ لتجعل من التعليم نموذجاّ يُحتذى به، ومطلوب منّا جميعاً التكاتف معاً لوضع حد لهذه المشكلة التي تلقي بتداعياتها السلبية على بعض طلابنا الذين ندخرهم لبناء هذا الكيان الشامخ.
باحثة وكاتبة سعودية

J_alnahari@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *