بعد أن انتهت حظوظ الأهلي في المنافسة على تحقيق لقب الدوري، هاهو يخرج مِن بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين التي يتزعّمَها، وتعتبر البطولة الأقرب إلى قلبه على مدى التاريخ، بعد أنْ أقصاه الشباب الذي خسر قبل أيام مِن الهلال بالخمسة، ومِما لا شكّ فيه فإنّ هذا الأمر لا يليق أبداً بحجم ناد لم يعتدْ بأنْ يكون كومبارس يُتابع الأبطال مِن حوله، وهم يقتربون مِن تحطيم أرقامه، وربّما تجاوزها قريباً، فما يحدث لهذا النادي الكبير أمر لا يسرّ عشاقه ومحبيه، الذين تَجِدهم في كل المدرجات، لاحول لهم ولا قوة، سوى باسترجاع الذكريات بمبدأ لعل وعسى ألقاك، وإذا كان هذا الأمر طبيعيا عند مَن لايرى في الأهلي شكلاً يوحي بحاضرٍ مشرق، فَمِن غير الطبيعي أنْ يقف رئيس النادي الذي يُعتبر فعلاً -وليس قولاً- رجل المرحلة الحالية موقف المتفرج، وهو يرى فريقه بهذا الانهيار الفني بقيادة المدرب هاسي الذي كتب التاريخ بأنه ساهم في بقاء الرائد في الدوري الممتاز العام الماضي في آخر جولة، ووقتها كانت فرحته عارمة، وكأنه حقق بطولة، واليوم مع الأهلي تَجِده يتّجه لنفس ذلك الهدف الذي لا يليق بحجم النادي الذي يقوده، فاليوم الأهلي في الدوري بالمركز التاسع مشاركة مع الطائي العاشر بـ ٢٥ نقطة وبفارق نقطي لا يتجاوز الأربع نقاط عن صاحب المركز ١٣ وربّما يكون الوضع أسوأ في المرحلة القادمة التي تتطلّب الصرامة في اتخاذ القرارات الإدارية التي تؤثر إيجاباً على الأمور الفنية، وهذه مِن أبجديات رئاسة النادي، كما يجب الاستفادة مِن الكفاءات الفنية الموجودة في هذا النادي، وبالخصوص الأسماء التي مارست لعبة كرة القدم وتجيدها فعلاً وليس قولاً مثل أسامة هوساوي وتيسير الجاسم ونايف القاضي ومحمد عبدالجواد وخالد بدرة وغيرهم الكثير من الأسماء الذين يحتاجهم الأهلي وسط هذا الدعم الكبير من وزارة الرياضة للأندية السعودية، ووسط دعم الشركة الراعية ودعم مبيعات التذاكر وقمصان النادي، حيث إنّ الواضح بأنّ الأإهلي عانى من إدارة المال أكثر من معاناة وجوده، ومن غير الطبيعي المواصلة على هذا الفكر.