اجتماعية مقالات الكتاب

ولنا في مأساة ريان عبرة

عاش العالم بأسره، بضعة أيام في متابعة مأساة الطفل (ريان) تلك المأساة القدرية الحزينة عبر مشاهدة القنوات الفضائية، وتجمع معظم السكان المجاورين والقريبين منها، رغم ضيق مساحة المكان وتعقيد تضاريسه، يحدوهم الأمل والرجاء في أن تنتهي هذه المسرحية الكوميدية الإلهية بسلام، وخروج بطلها البري (ريان) لأهله ومحبيه سالماً معافى.

لقد كادت مأساة الطفل ريان، أن تنسي العالم معظم وأكثر القضايا الساخنة التي تدور حالياً في معظم أرجاء العالم، ما بين حروب طاحنة، وقتل وتشريد واضطهاد، شملت الكبار والصغار والأطفال نعم.. كادت هذه المأساة الحزينة، أن تنسينا المآسي الدامية والأشد فتكاً في حياة الإنسان، لكن اختلاف مأساة ريان (القدرية) والتفات أنظار العالم لها، من حيث المواساة والحزن والتألم تختلف والقضايا الأخرى التي هي من صنع الإنسان وفعله وجبروته!

لقد تفاعل الشعب المغربي (ملكاً وحكومة) مع مأساة ريان في تجمعات إنقاذية ومواساتية، وتخصصات وخبرات فنية رغم ضيق المكان وتعقيد تضاريسه، وبذلوا جهوداً حثيثة ومضنية لكن القدر كان فوق الإرادة والقدرة والاجتهاد! فقد أخرج (ريان) ذلك الطفل الذي دفعته براءته لأن يكون ضحية ذلك (الجب) الارتوازي الذي لا يزيد قطر فوهته عن (45) سـم ليلحق برفاقه من (طيور الجنة) رحمه الله وألهم أهله ومحبيه ومن شاهد واقعته الصبر والسلوان ولله ما أخذ وله ما أعطى (إنا لله وإنا إليه راجعون).

خاتمة: وكواحد ممن تابع وشاهد مأساة الطفل ريان منذ حدوثها حتى دفنه والحزن والألم الذي واكب مشاعري خلالها، ولإيماني وقناعتي بأن لكل أجل كتاباً، فقد أحببت (شعورياً) مشاركة زملائي الكُتاب، ببث بعض مشاعري عن هذه الحادثة الأليمة بهذه العجالة، مضيفاً بعض الآراء والمقترحات الاحترازية في العملية إلى ما قدم من آراء وملاحظات حولها!

لم تكن حادثة ريان هي وحيدة (الحدوث) على مستوى العالم، فقد حدث مثلها في كثير من دول العالم ومنها بلادنا، لكنها ضئيلة جداً قد لا تذكر، أشار إلى واحدة منها الكاتب القدير سعادة الشيخ محمد عبدالعزيز السالم، في عموده المقروء بهذه الجريدة (أسلوباً، وإيجازاً وإصلاحاً) إلا، أن بلادنا بفضل الله ثم بفضل قيادتها الرشيدة تمتلك جهات عالية التخصص والخبرة والجودة ووسائل السلامة والإنقاذ في حفر الآبار والارتوازات وشمولها بوسائل السلامة منها (جهات الإدارة العامة للدفاع المدني) ممثلاً في فروعه المنتشرة في مدن وقرى وهجر المملكة الشاسعة الواسعة، ذلك الجهاز المتخصص، الذي نضاهي به ما سواه على مستوى العام (إنجازاً وخبرة وتخصصاً وسلامة) فمعظم الحوادث التي يباشرها تمثل الريادة في الإنجاز (وقتاً.. وإنقاذاً.. وسلامة) بفضل الله ثم بالتخصص الفني والدراية الخبراتية التي يمتلكها (أجهزة وأفراداً ومعدات عالية الجودة والمستوى عالمياً).

ومجمل القول (فإننا نستخلص من حادثة (ريان) بعض التوصيات نهديها للجهات المعنية من باب التذكير والاحتراز.. أُوجزها فيما يلي:
متابعة الآبار الارتوازية والعادية والتأكد من تطبيق وسائل السلامة الفنية عليها، وتتوفر بكثرة في القرى والهجر النائية، حيث المزارع والأنعام وسقياها.
عدم السماح بحفر أي بئر ارتوازية إلا بعد التأكد من توفر المياه الجوفية فيها وبمواصفات فنية، لأن معظم من يقوم بحفر هذه الآبار وخاصة الارتوازية منها من فئة (الأفغان) وبطرق تقليدية لا فنية؟
لا يحق لطالب حفر بئر ارتوازي أو عادي إلا عن طريق الجهة المعنية بموجب ترخيص فني يخوّل له ذلك وبرسوم معينة، منعاً للاعتماد على (المبصرين) من غير المؤهلين فنياً في ذلك.
والله الموفق،،
Ali.kodran7007@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *