رياضة مقالات الكتاب

عندما يتحدث التاريخ

يقال إن التاريخ يكتبه المنتصرون، وقد يكون ذلك صحيحا، ولكن ذلك يكون بذكر موقعة النصر، والحقيقة أن التاريخ دائماً ما يحفظ الاستمرارية ومجمل الإنجازات، فلا يكثر الحديث عن كيفية سقوط الإمبراطورية الرومانية أو الفرعونية، والإغريقية ، والأندلسية، ولكن عن إنجازاتها، وكم استمرت وكيف أثرت على المناطق التي حكمتها.

يدرك خبراء كرة القدم أن كل الأندية قد تسقط يوماً بنتائج كبيرة، فريال مدريد خسر في كأس ملك إسبانيا عام 1999، عندما سقط 0-6 أمام فالنسيا في نصف النهائي، وأوروبياً، بنتيجة 5-0 وهي الأكبر في تاريخ ريال مدريد، حيث تعرض لها مرتين، مرة أمام إي سي ميلان في نصف نهائي دوري الأبطال 1989، وفي بطولة كأس الاتحاد الأوروبي “الدوري الأوروبي حالياً” عام 1982 أمام كايزر سلاوترن، كما لقن ميلان برشلونة درسا قاسيا في نهائي دوري الأبطال بنتيجة 4-0، والأقسى منه كان البايرن بسباعية، أو ربما النادي الفرنسي المغمور ماتز بنتيجة 4-1 ، ولا ننسى المنتخب البرازيلي الذي خسر بالسبعة من المنتخب الألماني في الماركانا، وغير ذلك من المنتخبات والأندية التي لا يمكن أن نلغي تاريخها ونقلل منه لخسارة كبيرة، وخصوصاً إذا كانت من خصم كبير.

الهلال السعودي كبير آسيا وزعيمها خسر من الأهلي المصري كبير إفريقيا والعرب؛ لذلك لا يمكن أن تلغي تاريخ منتخب أو ناد، وتصف مشاركته بغير المشرفة لخسارة واحدة؛ لأن الكل له في تاريخه كارثيات ولحظات انكسار وهبوط سواء في الدوري المحلي أو المشاركات القارية؛ لأن التاريخ يقاس إجمالا وليس فرديا، والقول بأن مشاركة واحدة تمسح تاريخ ناد كامل حديث الجهلاء، فالأندية الكبيرة تنظر لإجمالي التاريخ، والصورة الكبرى وليس للحوادث؛ لذلك يظل الكبار كباراً، ويبقى الآخرون في أماكنهم.

بُعد آخر..
يقول المثل الشعبي المصري “لا تعايرني ولا أعايرك ، دا الهم طايلني وطايلك”.. وأضيف عليه أنه يمكن أن يكون طايلك أكثر مما هو طايلني.

@MohammedAAmri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *