اجتماعية مقالات الكتاب

حب على بئر الوحيدي

كان يا مكان في ذاك الزمان عندما كان تجمع الناس حول الواحات وابار الماء كان بئر بأملج أشهر الآبار بعذوبة مائه وغزارته ومصدرا أساسيا، من أجل ذلك كان يجتمع بالقرب منه الاهالي ودارت على مائه الكثير من الاحداث والحكايات والحجاوي والقصص ولعل أشهرها قصص الحب التي يرويها الراوي والقاص لجلسائه المجتمعين حوله ليلا للسمر وهي الترفيه المتبع في ذلك الوقت قبل وسائل الاتصال الحديثة كما في وقتنا الحاضر وكان الروائي يحكي قصة حب خيالية كما أعتقد وبأسلوب ممتع من أجل ذلك حفظتها وتأثرت بها وأثرت بي كثيرا وذلك وربما لان بطلها اسمه محمد ولكن ليس محمد أنا بل تشابه اسماء وكان الراوي يقول قصة الحب التي حدثت أحداثها على بئر الوحيدي بتصرف ورموز خوفًا من الملامة والتأويل والتعليل وكنت لم أفهمها في وقتها لأننا كنا أطفالا وعلى الفطرة ولم أتمكن منها إلا بعد أن بلغت من العمر عتيًا فقال في حكاية وحجية ورواية الحب كما قالها الراوي بتصرف كانت هناك نخلة شمروخة طويلة واردة ماء الوحيدي وكان محمد سبقها للبئر فأعجب بها وهي كذلك فكان يناديها يا نخلة وينشد لها قائلا ( يا عذيب اللمى يا اللي جرح ساقك الماء
واختلط ماء بماء.. وايش يعزل الماء عن الماء) وكان مفتونا بجمالها وكان كل يوم يذهب الى بئر الوحيدي ليشاهدها.

وأنشد فيها قائلا:
(بير الوحيدي ليتنا ما وردناه
ورده ظما لو كان في قاعته ماء
فوقه غزيل توُّه القلب واشقاه
عودت من بير الوحيدي وأنا أظمى
وأحيانا تأتي معها أمها فينشد قائلا:
( غــزيــل يتــبع امــه وده الماء … يا ليته من عربنا ومصروفه عليه)
وفي يوم من الايام كذلك شربت من الماء فشاهدته ومن حياها أنزلت حجابها على عجل فطاح زمامها في البئر

فأنشد:
لاله وزمام سيدي طاح في جمة البير
‏لاله وجنيه أبو سيفين للي يجيبه
وهو بذلك دفع جنيها سعوديا كان له شأنه في ذلك الوقت لمن ينزل البئر ويأتي بزمام معشوقته .. ثم طلب منها ان تسقيه الماء

فقال:
( ياوارد الما … أسقني شربيت واللي سقاني … ما يخاف الله .)
وفي يوم من الأيام كعادة البادية في ذلك الوقت ارتحلت وانتقلت الى مكان آخر فقال ( شدّت القافلة وشدّ خلي معاهم واصبحوا بالفريش ياليت عيني تراهم )
وبهذا انتهت ملحمة الحب لكنها بقيت ذكرى معه فأنشد قائلا .( سيدي نساني يحسب إني نسيته
والله ما انسى سيّدي لو نساني)
وفي النهاية ومع هذه الحكاية يستكن الليل ويأتي النوم ويظلم الليل
فنطلب الماء فيقول لنا ناموا تأتي الغزيل وأنت نايم وتسقيك الماء فنصدق وننام على أمل الغزيل المزعوم. وبذلك تنتهي الحكاية والاحجبة الخيالية.
وفي الختام صدق الشاعر حينما أنشد:
( الحب قبلك قتل -محمد- ودحرج -ابولويفي – مع الضلعان)

lewefe@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *