اجتماعية مقالات الكتاب

خلف الكواليس

لكل إنسان في حياته الكثير خلف الكواليس ، قصص لم تروَ، ومعاناة لم تشكِ، ودموع لم تحك، وإنجازات لم تكتب، إن الحقيقة تكمُن في مجريات «ما خلف الكواليس».

فالإنسان كما يقول د. غوستاف لوبون في كتابه السنن النفسية، يؤثر في سير حياته ثلاثة مؤثرات رئيسية، أولها: الأجداد ويعتبر المؤثر الأقوى، وثانيها: الآباء المقربين، وثالثها: البيئة والتي يظن الكثيرين أنها صاحبة التأثير الأكبر ولكن الحقيقة أنها الأضعف، فالإنسان يظل تحت سيطرة الموتى والأجداد ومعتقداتهم وآرائهم مهما طال الزمن ومن الصعوبة أن يتحرروا من تلك السيطرة لأنها ترسخت داخلهم عبر الأجيال.”

الكواليس هي خلفية المسرح أو ما يدور خلف الستار، وكواليس الإنسان هي خفايا التي لم يظهرها للآخرين.
أن الجميع عاش تفاصيل قصة كان هو بطلها، تَعرض خلالها للكثير من المواقف والأحداث، التي أثرت فيه، وتأثر بها، فما نراه هو قليل من كثير يقول الكاتب بهاء طاهر “كل إنسان يصنع نفسه , وفي الغالب يصنع نفسه ضد ماضيه.”

فاصلة:
ورد في الأثر ان النفوس بيوت أصحابها فإذا طرقتموها فاطرقوها برفق، وهذا يحتم علينا ألا نحكم على الآخرين دون النظر إلى ما كان خلف كواليس حياتهم، فربما كسر جبر بالقسوة، وربما جرح لا زال ينزف لم يلتئم.

Faheid2007@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *