اجتماعية مقالات الكتاب

خلك نظامي

حين نشاهد احترام القانون والأنظمة في كثير من المجتمعات، نقدر فيهم مثل هذا الالتزام لأنهم نشأوا على ذلك أجيالا وأجيالا، وأصبح سياقا عاما لسلوكيات ناضجة تعكس وعيا وقناعة، ولا يتبعون طريقة “من أمن العقوبة أساء الأدب” مع الأخذ في الاعتبار أن لكل قاعدة استثناء بالنسبة للمخالفات، لكنه قليل في مثل تلك الدول.

نحن ولله الحمد، لدينا تعاليم وقيم ديننا الحنيف من القرآن الكريم والسنّة المطهرة التي تحث على فضيلة الالتزام بالحقوق والواجبات على المستوى الشخصي وفي الشأن العام. وبطبيعة الحال لدينا الأنظمة لكل شيء بما يضمن حقوق مصلحة الفرد والمجتمع كالصحة العامة والسلامة المرورية ونظافة البيئة وغيرها، مما يستوجب احترامها شكلا وجوهرا.

 

للأسف نجد البعض يتهاون في احترام القانون والنظام، مثال ذلك، وما أكثر الأمثلة، محاولة شخص إنجاز أمر من أموره بأية طريقة بمعنى (خالف التعليمات وخلّص أمورك) وفي مسألة آداب وحق الطريق واحترام الإشارات وتعليمات السرعة ولو غاب رقيب مرور أو كاميرا مراقبة، يكون الالتزام الذاتي مرحلة وعي يعكسه سلوك ناضج بعدم المخالفة، وبالتالي الوقاية من مخاطر على السلامة، ومن حوادث قد ينتج عنها، لا سمح الله، خسائر في الأرواح وإصابات وأضرار.

أيضا نجد قائد سيارة يتجاوز السيارات بطريقة مستفزّة، معرضاً حياته وحياة الآخرين للخطر، ليصل لعمله أو وجهته أيا كانت ولو كان قاصدا (جلسة كافيه) دون احترام لحق الطريق وتعليمات المرور، أيضا الدوران للخلف يتجاوز دوره ويربك من حوله، ويحاول الدخول في المسار برعونة مع ابتسامة ماكرة، لعله يحرجك فتصمت صاغرا، وهو في الغالب ينجح في ذلك وليغضب من يغضب.

نأتي إلى قضية النظافة، مثلا في المدارس والشركات والادارات، قد لا يوجد عامل نظافة داخل المقر على مدار اليوم، وهنا تكون مسؤولية للموظف او الطالب في المحافظة على النظافة، وكذا العامل الخارجي يأتي في أوقات محددة الى منطقة تجميع النفايات في المبني ليأخذها، فلماذا لا يتحمل كل فرد مسؤولية الالتزام، ففيه قيم جميلة نهديها لأنفسنا ومجتمعنا ووطننا الذي يستحق كل الخير. لذا دعونا نغرس هذه الفضيلة في نفوس الأجيال ونقول (خلّك قدوة).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *