الإقتصاد

16 مركزاً للبيانات في المملكة لاقتصاد ذكي ومتطور .. الذهب الجديد

جدة – البلاد

تسهم مراكز البيانات الحديثة في تحفيز وإغراء الاستثمارات المحلية والأجنبية المباشرة، خاصة مع نمو الأعمال والتعليم والمعاملات البنكية والعديد من النشاطات الترفيهية عبر الإنترنت، مما جعل تطوير مراكز البيانات من أهم المشاريع في التقدم الرقمي للمملكة ودعم لرؤية 2030. لذلك يطلق على البيانات الالكترونية في العالم “الذهب الجديد”، حيث تمتد أهميتها إلى معظم الصناعات ، كما تعد العمود الفقري لمنافسات الشركات التقنية العملاقة.
تكتسب البيانات المفتوحة أهمية قصوى لدورها المتزايد في تعزيز جهود الحكومات لبناء اقتصادٍ معرفي ذكي ومتطور، ويشهد سوق البيانات الضخمة ونظم تحليلها نمواً مطرداً على مستوى العالم ، ومستقبل بأرقام قياسية لقيمة شركاتها، فيما تشكل عمليات جمع البيانات وتحليلها وتوظيفها قطاعاً اقتصادياً قائماً بذاته ، يولد فرصاً وأسواقاً جديدة ونماذج أعمال مبتكرة غير تقليدية باستخدام خوارزميات البرمجة وتقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها من تقنيات المستقبل متسارعة التقدم والابتكار، ومنها نظم المعلومات الجغرافية وتطبيقات تحديد المواقع باستخدام الأقمار الصناعية.

الذكاء الاصطناعي
ومع تزايد الاهتمام من قبل دول العالم والشركات العاملة بخدمات الاتصالات والمعلومات بالبيانات ، التي بدورها تتطلب مراكز لتخزينها وإدارتها بشكل سليم وإيجابي، تستثمر الحكومات والشركات الخاصة في البنية التحتية لإنشاء هذه المراكز.
فالبيانات المفتوحة تكتسب أهمية كبيرة لدورها المحوري في تعزيز جهود الحكومات لبناء اقتصادٍ معرفي ذكي ومتطور، ويشهد سوق البيانات الضخمة ونظم تحليلها نمواً مطرداً على مستوى العالم، فيما تشكل عمليات جمع البيانات وتحليلها وتوظيفها قطاعاً اقتصادياً قائماً بذاته يولد فرصاً وأسواقاً جديدة ونماذج أعمال مبتكرة غير تقليدية باستخدام خوارزميات البرمجة وتقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات المستقبلية.
من هنا تعد البيانات من أهم عوامل تحفيز القطاعات الاقتصادية، إذ ساهم توافر بيانات نظم المعلومات الجغرافية بنمو قطاع تطبيقات تحديد المواقع باستخدام الأقمار الصناعية فوصلت قيمته السوقية إلى أكثر من 128 مليار دولار، ما فتح المجال أمام ابتكار مجموعة من التقنيات الجديدة في مجال أنظمة الملاحة، ومكّن الشركات في مختلف القطاعات من ربطها ببيانات أخرى لتطوير تطبيقات جديدة مثل برمجيات تخطيط المناطق الحضرية والدعم اللوجيستي، وقد أشار إلى ذلك تقرير حديث أصدرته مؤسسة دبي للمستقبل مؤخرا بعنوان “اقتصاد البيانات الجديد”.

مراكز سعودية ضخمة
وخلال الفترة الأخيرة أعلنت عدة دول في المنطقة عن إنشاء مراكز بيانات ضخمة، وفي المملكة العربية السعودية تم الإعلان مؤخراً عن المرحلة الثالثة من خطة stc بالتوسع في بناء مراكز البيانات، والتي تقوم على بناء 6 مراكز بيانات جديدة في جدة والرياض والدمام وتوسعة مركزين قائمين في الرياض وجدة بتكلفة إجمالية تبلغ 1.5 مليار ريال ، وبعد اكتمال المرحلة الثالثة سيكون عدد مراكز البيانات لدى الشركة 16 مركزاً للبيانات، موزعة على 6 مدن رئيسية.
وستساهم مراكز البيانات الحديثة في تحفيز استضافة الشركات العالمية وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية المباشرة من خلال تمكين نظام بيئي مستضاف محلياً، ما يوفر أفضل تجربة للمستفيدين. ويسهم أيضاً في تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة ويدعم الصناعات المحلية والابتكار الرقمي، ويسهم في جعل المملكة مركزاً تقنياً.
وبحسب الرئيس التنفيذي للتقنية هيثم الفرج، إنه تم إطلاق المرحلة الثالثة للتوسع في مراكز البيانات في المملكة، لتقديم خدمات متنوعة رقمية مرتبطة بالحوسبة السحابية، ولها علاقة بالتوسعات المطلوبة.
إلى ذلك، يؤكد الرئيس التنفيذي لقطاع النواقل والمشغلين محمد العبادي، أن الهدف الأكبر هو زيادة فرصة توطين المحتوى سواء الحوسبة السحابية أو المحتوى الترفيهي، ليس فقط لخدمة العميل في المملكة وإنما يعد فرصة لاستقطاب كبرى الشركات في المجال وخلق الشراكات لجعل المملكة مركزا إقليميا لخدمة المنطقة، وفرصة للتوسع في الأسواق الإفريقية والآسيوية.

مستقبل الطب
تتوقع تقارير حديثة أن ترتفع قيمة سوق البيانات الضخمة عالمياً من نحو 70.5 مليار دولار حققته في عام 2020 إلى أكثر من 250 مليار دولار خلال خمس سنوات.
وأشار إلى أن تبادل البيانات بين المؤسسات البحثية والمستشفيات، أدى إلى نمو قطاع الطب الدقيق عبر دراسة بيانات المرضى وتحديد مواقع الطفرات الوراثية وتحليل الحمض النووي لاكتشاف الأمراض الوراثية مبكراً، ومن المتوقع أن تبلغ قيمة قطاع الطب الدقيق عالمياً نحو 105 مليارات دولار بحلول 2026.
وأشار إلى أهمية تطوير منصات البيانات المفتوحة الحالية، وتوفير وسائل بديلة لتسريع تبادل البيانات عبر نماذج مبتكرة مثل “أمانات البيانات” بدعم من القطاعين الحكومي والخاص، وفق قواعد ونظم الأمن السيبراني الموثوق والمعزز للحماية.

كنوز البيانات
تختلف البيانات الضخمة عن البيانات التقليدية،لأنها تشكل مجموعات بيانات أوسع وأكثر تطوراً وتعقيداً تجمع باستمرار من مصادر البيانات الجديدة، مثل الأجهزة المزودة بالحساسات، أو معلومات صفحات الإنترنت وتطبيقات الأجهزة النقالة، أو البيانات الحية التي تبث مباشرة من منصات التواصل الاجتماعي مثل تويتر ويوتيوب وفيسبوك وانستجرام وغيرها.
وتمتاز مجموعات البيانات هذه بأنها أضخم بكثير من البيانات التقليدية، إذ يتراوح حجمها من عشرات التيرابايت إلى مئات البيتابايت، وتتضمن النصوص والصور ومقاطع الفيديو، وقد ساهم ذلك بظهور علم البيانات التي تستخدم الرياضيات وعلم الإحصاء وبرمجة الحواسيب وتعلّم الآلة لاستخراج معلومات قيّمة من هذا المقدار الهائل من البيانات. وتحفز كنوز البيانات الشركات على المنافسة وتحقيق عوائد أعلى ، وهذه من معالم مستقبل العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *