بغداد – البلاد
بينما تسعى الفصائل المسلحة والأحزاب الموالية للخارج لإلغاء الانتخابات التشريعية في العراق بعد أن سجلت تراجعا كبيرا فيها، حذر التيار الصدري من إلغاء النتائج، التي أظهرت تصدره لأعداد المقاعد النيابية، عبر حيازته على 73 مقعدا.
وقال عضو مكتب التيار الصدري صادق الحسناوي، إن زعيم التيار مقتدى الصدر متمسك بشرعية تلك الانتخابات ونتائجها، مبينا أن إلغاء المحكمة الاتحادية للنتائج الانتخابية سيكون له نتائج كارثية على مستوى الدولة العراقية، مكررا تمسك الصدر بتشكيل حكومة أغلبية وطنية، واصفا المشهد العراقي بأنه “معقد”. وشدد على أن “التدخل في الشأن السياسي العراقي مرفوض جملة وتفصيلاً، مؤكدا أن التيار يسعى لأن يكون القرار عراقيا صرفا، وأن يكون تشكيل الحكومة بعيدا عن أي تدخلات من أي دولة.
جاءت هذه المواقف بعد أن تجدد تظاهر عدد من أنصار الفصائل الموالية للخارج ممن خسروا الانتخابات في محيط المنطقة الخضراء وسط بغداد، فيما أصدرت ما يعرف بـ”اللجنة المنظمة للمظاهرات والاعتصامات الرافضة لنتائج الانتخابات”، بيانا جددت فيه مطالبتها بإلغاء النتائج الانتخابية، زاعمة أن الرئاسات الثلاث في البلاد اختطفت مستقبل وأصوات العراقيين.
وبدأت الفصائل المسلحة، الممثلة سياسياً عبر تحالف الفتح، مع غيره من الأحزاب التي تلقت خسارة كبيرة في الانتخابات، تطلق الاتهامات بوجه المفوضية والسلطات العراقية، مطالبة بإلغاء النتائج التي أظهرت تراجعها بعشرات المقاعد نسبة إلى الانتخابات السابقة التي جرت في 2018. ونظمت في نوفمبر الماضي، عدة تظاهرات واحتجاجات، كما نصبت خياماً في محيط المنطقة الخضراء، تعبيراً عن تمسكها بإلغاء النتائج. ما أدى في السادس من الشهر عينه إلى اشتباكات مع القوات الأمينة نجم عنها مقتل متظاهر.
وشهد وسط العاصمة العراقية، بغداد، الجمعة الماضية، توترا بعد أن حاول أنصار من الفصائل المسلحة والأحزاب “الخاسرة” في الانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر، بعد أن حاولوا التقدم نحو المنطقة الخضراء الشديدة التحصين. فقد همت القوات الأمنية إلى منع مئات المحتجين من اقتحام بوابة الجسر المعلق المؤدية إلى المنطقة الخضراء، إذ تعمل الفصائل المسلحة على إفساد المشهد الانتخابي العراقي بعد تكبدها الخسارة، غير أن الدولة تراقب هذه الفصائل وتمنعها من إحداث الفوضى.
